nindex.php?page=treesubj&link=28983_18003_24397_28723_31895_34092_34106_34179_34293_34513nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100ورفع أبويه عند نزولهم
بمصر nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100على العرش على السرير؛ تكرمة لهما فوق ما فعله لإخوته
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وخروا له أي: أبواه وإخوته
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100سجدا تحية له، فإنه كان السجود عندهم جاريا مجرى التحية والتكرمة كالقيامة والمصافحة وتقبيل اليد ونحوها من عادات الناس الفاشية في التعظيم والتوقير، وقيل: ما كان ذلك إلا انحناء دون تعفير الجباه ويأباه الخرور، وقيل: خروا لأجله سجدا لله شكرا، ويرده قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي التي رأيتها وقصصتها عليك
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100من قبل في زمن الصبا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100قد جعلها ربي حقا صدقا واقعا بعينه، والاعتذار بجعل
يوسف بمنزلة القبلة، وجعل اللام كما في قوله:
أليس أول من صلى لقبلتكم
تعسف لا يخفى، وتأخيره عن الرفع على العرش ليس بنص في ذلك؛ لأن الترتيب الذكري لا يجب كونه على وفق الترتيب الوقوعي، فلعل تأخيره عنه ليصل به ذكر كونه تعبيرا لرؤياه وما يتصل به من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وقد أحسن بي المشهور استعمال الإحسان بإلى، وقد يستعمل بالباء أيضا،كما في قوله عز اسمه:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=83 (وبالوالدين إحسانا)، وقيل: هذا بتضمين (لطف) وهو الإحسان الخفي، كما يؤذن به قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100إن ربي لطيف لما يشاء وفيه فائدة لا تخفى، أي: لطف بي محسنا إلي غير هذا الإحسان
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100إذ أخرجني من السجن بعدما ابتليت به، ولم يصرح بقصة الجب؛ حذارا من تثريب إخوته؛ لأن الظاهر حضورهم لوقوع الكلام عقيب خرورهم سجدا واكتفاء بما يتضمنه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وجاء بكم من البدو أي: البادية
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي أي: أفسد بيننا بالإغواء، وأصله من نخس الرائض الدابة وحملها على الجري، يقال نزغه ونسغه إذا نخسه، ولقد بالغ - عليه الصلاة والسلام - في الإحسان حيث أسند ذلك إلى الشيطان
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100إن ربي لطيف لما يشاء أي: لطيف التدبير لأجله رفيق حتى يجيء على وجه الحكمة والصواب، ما من صعب إلا وهو بالنسبة إلى تدبيره سهل
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100إنه هو العليم بوجوه المصالح
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100الحكيم الذي يفعل كل شيء على قضية الحكمة.
روي أن
يوسف أخذ بيد
يعقوب - عليهما الصلاة والسلام - فطاف به في خزائنه فأدخله في خزائن الورق والذهب، وخزائن الحلي، وخزائن الثياب، وخزائن السلاح، وغير ذلك فلما أدخله خزائن القراطيس قال: يا بني، ما أعقك! عندك هذه القراطيس وما كتبت إلي على ثماني مراحل، قال: أمرني
جبريل ، قال: أوما تسأله؟ قال: أنت أبسط إليه مني، فسأله، قال
جبريل : الله تعالى أمرني بذلك لقولك: أخاف أن يأكله الذئب، قال فهلا خفتني.
وروي أن
يعقوب - عليه الصلاة والسلام - أقام معه أربعا وعشرين سنة، ثم مات، وأوصى أن يدفنه
بالشام إلى جنب أبيه
إسحاق، فمضى بنفسه ودفنه ثمة، ثم عاد إلى
مصر وعاش بعد
[ ص: 308 ] أبيه ثلاثا وعشرين سنة، فلما تم أمره وعلم أنه لا يدوم له تاقت نفسه إلى الملك الدائم الخالد فتمنى الموت فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=28983_18003_24397_28723_31895_34092_34106_34179_34293_34513nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ نُزُولِهِمْ
بِمِصْرَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100عَلَى الْعَرْشِ عَلَى السَّرِيرِ؛ تَكْرِمَةً لَهُمَا فَوْقَ مَا فَعَلَهُ لِإِخْوَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَخَرُّوا لَهُ أَيْ: أَبَوَاهُ وَإِخْوَتُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100سُجَّدًا تَحِيَّةً لَهُ، فَإِنَّهُ كَانَ السُّجُودُ عِنْدَهُمْ جَارِيًا مَجْرَى التَّحِيَّةِ وَالتَّكْرِمَةِ كَالْقِيَامَةِ وَالْمُصَافَحَةِ وَتَقْبِيلِ الْيَدِ وَنَحْوِهَا مِنْ عَادَاتِ النَّاسِ الْفَاشِيَّةِ فِي التَّعْظِيمِ وَالتَّوْقِيرِ، وَقِيلَ: مَا كَانَ ذَلِكَ إِلَّا انْحِنَاءً دُونَ تَعْفِيرِ الْجِبَاهِ وَيَأْبَاهُ الْخُرُورُ، وَقِيلَ: خَرُّوا لِأَجْلِهِ سُجَّدًا لِلَّهِ شُكْرًا، وَيَرُدُّهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ الَّتِي رَأَيْتُهَا وَقَصَصْتُهَا عَلَيْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100مِنْ قَبْلُ فِي زَمَنِ الصِّبَا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا صِدْقًا وَاقِعًا بِعَيْنِهِ، وَالِاعْتِذَارُ بِجَعْلِ
يُوسُفَ بِمَنْزِلَةِ الْقِبْلَةِ، وَجَعْلِ اللَّامِ كَمَا فِي قَوْلِهِ:
أَلَيْسَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى لِقِبْلَتِكُمْ
تَعَسُّفٌ لَا يَخْفَى، وَتَأْخِيرُهُ عَنِ الرَّفْعِ عَلَى الْعَرْشِ لَيْسَ بِنَصٍّ فِي ذَلِكَ؛ لِأَنَّ التَّرْتِيبَ الذِّكْرِيَّ لَا يَجِبُ كَوْنُهُ عَلَى وَفْقِ التَّرْتِيبِ الْوُقُوعِيِّ، فَلَعَلَّ تَأْخِيرَهُ عَنْهُ لِيَصِلَ بِهِ ذِكْرُ كَوْنِهِ تَعْبِيرًا لِرُؤْيَاهُ وَمَا يَتَّصِلُ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَقَدْ أَحْسَنَ بِي الْمَشْهُورُ اسْتِعْمَالُ الْإِحْسَانِ بِإِلَى، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ بِالْبَاءِ أَيْضًا،كَمَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ اسْمُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=83 (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وَقِيلَ: هَذَا بِتَضْمِينِ (لَطَفَ) وَهُوَ الْإِحْسَانُ الْخَفِيُّ، كَمَا يُؤْذِنُ بِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ وَفِيهِ فَائِدَةٌ لَا تَخْفَى، أَيْ: لَطَفَ بِي مُحْسِنًا إِلَيَّ غَيْرَ هَذَا الْإِحْسَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ بَعْدَمَا ابْتُلِيَتْ بِهِ، وَلَمْ يُصَرِّحْ بِقِصَّةِ الْجُبِّ؛ حِذَارًا مِنْ تَثْرِيبِ إِخْوَتِهِ؛ لِأَنَّ الظَّاهِرَ حُضُورُهُمْ لِوُقُوعِ الْكَلَامِ عَقِيبَ خُرُورِهِمْ سُجَّدًا وَاكْتِفَاءً بِمَا يَتَضَمَّنُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ أَيِ: الْبَادِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي أَيْ: أَفْسَدَ بَيْنَنَا بِالْإِغْوَاءِ، وَأَصْلُهُ مِنْ نَخْسِ الرَّائِضِ الدَّابَّةَ وَحَمْلِهَا عَلَى الْجَرْيِ، يُقَالُ نَزَغَهُ وَنَسَغَهُ إِذَا نَخَسَهُ، وَلَقَدْ بَالَغَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي الْإِحْسَانِ حَيْثُ أَسْنَدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّيْطَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ أَيْ: لَطِيفُ التَّدْبِيرِ لِأَجْلِهِ رَفِيقٌ حَتَّى يَجِيءَ عَلَى وَجْهِ الْحِكْمَةِ وَالصَّوَابِ، مَا مِنْ صَعْبٍ إِلَّا وَهُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَدْبِيرِهِ سَهْلٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ بِوُجُوهِ الْمَصَالِحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100الْحَكِيمُ الَّذِي يَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى قَضِيَّةِ الْحِكْمَةِ.
رُوِيَ أَنَّ
يُوسُفَ أَخَذَ بِيَدِ
يَعْقُوبَ - عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فَطَافَ بِهِ فِي خَزَائِنِهِ فَأَدْخَلَهُ فِي خَزَائِنِ الْوَرِقِ وَالذَّهَبِ، وَخَزَائِنِ الْحُلِيِّ، وَخَزَائِنِ الثِّيَابِ، وَخَزَائِنِ السِّلَاحِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ فَلَمَّا أَدْخَلَهُ خَزَائِنَ الْقَرَاطِيسِ قَالَ: يَا بُنَيَّ، مَا أَعَقَّكَ! عِنْدَكَ هَذِهِ الْقَرَاطِيسُ وَمَا كَتَبْتَ إِلَيَّ عَلَى ثَمَانِي مَرَاحِلَ، قَالَ: أَمَرَنِي
جِبْرِيلُ ، قَالَ: أَوَمَا تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: أَنْتَ أَبْسَطُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَسَأَلَهُ، قَالَ
جِبْرِيلُ : اللَّهُ تَعَالَى أَمَرَنِي بِذَلِكَ لِقَوْلِكَ: أَخَافَ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ، قَالَ فَهَلَّا خِفْتَنِي.
وَرُوِيَ أَنَّ
يَعْقُوبَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَقَامَ مَعَهُ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ مَاتَ، وَأَوْصَى أَنْ يَدْفِنَهُ
بِالشَّامِ إِلَى جَنْبِ أَبِيهِ
إِسْحَاقَ، فَمَضَى بِنَفْسِهِ وَدَفَنَهُ ثَمَّةَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى
مِصْرَ وَعَاشَ بَعْدَ
[ ص: 308 ] أَبِيهِ ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَلَمَّا تَمَّ أَمْرُهُ وَعَلِمَ أَنَّهُ لَا يَدُومُ لَهُ تَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْمَلِكِ الدَّائِمِ الْخَالِدِ فَتَمَنَّى الْمَوْتَ فَقَالَ: