يفقهوا قولي
وجعل قوله تعالى : يفقهوا قولي جواب الأمر ، وغرضا من الدعاء . فبحلها في الجملة يتحقق إيتاء سؤله عليه الصلاة والسلام ، والحق أن ما ذكر لا يدل على بقائها في الجملة . أما قوله تعالى : هو أفصح مني فلأنه عليه الصلاة والسلام قاله استدعاء لحل ، كما ستعرفه على أن أفصحيته منه عليهما الصلاة والسلام لا تستدعي بقاءها أصلا ، بل تستدعي عدم البقاء لما أن الأفصحية توجب ثبوت أصل الفصاحة في المفضول أيضا ، وذلك مناف للعقدة رأسا . وأما قوله تعالى : ولا يكاد يبين فمن باب غلو اللعين في العتو ، والطغيان وإلا لدل على عدم زوالها أصلا ، وتنكيرها إنما يفيد قلتها في نفسها لا قلتها باعتبار كونها بعضا من الكثير . وتعلق كلمة "من" في قوله تعالى : "من لساني" بمحذوف هو صفة لها ليس بمقطوع به بل الظاهر تعلقها بنفس الفعل ، فإن المحلول إذا كان [ ص: 13 ] متعلقا بشيء ومتصلا به ، فكما يتعلق الحل به يتعلق بذلك الشيء أيضا باعتبار إزالته عنه أو ابتداء حصوله منه .