[ ص: 93 ] كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير
وقوله تعالى : كتب عليه أي : على الشيطان صفة أخرى له . وقوله تعالى : "أنه" فاعل كتب والضمير للشأن ، أي : رقم به لظهور ذلك من حاله أن الشأن .
من تولاه أي : اتخذه وليا وتبعه فأنه يضله بالفتح على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ خبره محذوف ، والجملة جواب الشرط إن جعلت "من" شرطية وخبر لها إن جعلت موصولة متضمنة لمعنى الشرط ، أي : من تولاه فشأنه أنه يضله عن طريق الجنة أو طريق الحق ، أو فحق أنه يضله قطعا . وقيل : "فأنه" معطوف على "أنه" وفيه من التعسف ما لا يخفى . وقيل : مما لا يخلو عن التمحل والتأويل . وقرئ : "فإنه" بالكسر على أنه خبر لمن أو جواب لها ، وقرئ بالكسر فيهما على حكاية المكتوب كما هو مثل ما في قولك : كتبت إن الله يأمر بالعدل والإحسان ، أو على إضمار القول أو تضمين الكتب معناه على رأي من يراه .
ويهديه إلى عذاب السعير بحمله على مباشرة ما يؤدي إليه من السيئات .