وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم
وليعلم الذين أوتوا العلم أنه أي : القرآن الحق من ربك أي : هو الحق النازل من عنده تعالى ، وقيل : ليعلموا أن تمكين الشيطان من الإلقاء هو الحق المتضمن للحكمة البالغة والغاية الجميلة لأنه مما جرت به عادته في جنس الإنس من لدن آدم عليه السلام ، فحينئذ لا حاجة إلى تخصيص التمكين فيما سبق بالإلقاء في حقه عليه السلام ، لكن يأباه قوله تعالى : فيؤمنوا به أي : بالقرآن ، أي : يثبتوا على الإيمان به أو يزدادوا إيمانا برد ما يلقي الشيطان فتخبت له قلوبهم بالانقياد والخشية والإذعان لما فيه من الأوامر والنواهي ، ورجع الضميرين لا سيما الثاني إلى تمكين الشيطان من الإلقاء مما لا وجه له .
وإن الله لهاد الذين آمنوا أي : في الأمور الدينية خصوصا في المداحض والمشكلات التي من جملتها ما ذكر . إلى صراط مستقيم هو النظر الصحيح الموصل إلى الحق الصريح . والجملة اعتراض مقر لما قبله .