nindex.php?page=treesubj&link=28993_19731_28902_31742_34131_34246nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73يا أيها الناس ضرب مثل أي : بين لكم حال مستغربة أو قصة بديعة رائعة حقيقة بأن تسمى مثلا وتسير في الأمصار والأعصار ، أو جعل لله مثل ، أي : مثل في استحقاق العبادة ، وأريد بذلك ما حكي عنهم من عبادتهم للأصنام .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73فاستمعوا له أي : للمثل نفسه استماع تدبر وتفكر ، أو فاستمعوا لأجله ما أقول . فقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73إن الذين تدعون من دون الله إلخ بيان للمثل وتفسير له على الأول ، وتعليل لبطلان جعلهم الأصنام مثل الله سبحانه في استحقاق العبادة على الثاني . وقرئ بياء الغيبة مبنيا للفاعل ومبنيا للمفعول ، والراجع إلى الموصول على الأولين محذوف .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73لن يخلقوا ذبابا أي : لن يقدروا على خلقه أبدا مع صغره وحقارته ، فإن "لن" بما فيها من تأكيد النفي دالة على منافاة ما بين المنفي والمنفي عنه .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73ولو اجتمعوا له أي : لخلقه ، وجواب "لو" محذوف لدلالة ما قبله عليه ، والجملة معطوفة على شرطية أخرى محذوفة ثقة بدلالة هذه عليها ، أي : لو لم يجتمعوا عليه لن يخلقوه ولو اجتمعوا له لن يخلقوه كما مر تحقيقه مرارا ، وهما في موضع الحال ، كأنه قيل : لن يخلقوا ذبابا
[ ص: 121 ] على كل حال .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73وإن يسلبهم الذباب شيئا بيان لعجزهم عن الامتناع عما يفعل بهم الذباب بعد بيان عجزهم عن خلقه ، أي : إن يأخذ الذباب منهم شيئا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73لا يستنقذوه منه مع غاية ضعفه ، ولقد جهلوا غاية التجهيل في إشراكهم بالله القادر على جميع المقدورات المنفرد بإيجاد كافة الموجودات تماثيل هي أعجز الأشياء ، وبين ذلك بأنها لا تقدر على أقل الأحياء وأذلها ولو اتفقوا عليه ، بل لا تقوى على مقاومة هذا الأقل الأذل وتعجز عن ذبه عن نفسها واستنقاذ ما يختطفه منها . قيل : كانوا يطيبونها بالطيب والعسل ويغلقون عليها الأبواب فيدخل الذباب من الكوى فيأكله .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73ضعف الطالب والمطلوب أي : عابد الصنم ومعبوده ، أو الذباب الطالب لما يسلبه من الصنم من الطيب والصنم المطلوب منه ذلك ، أو الصنم والذباب كأنه يطلبه ليستنقذ منه ما يسلبه ، ولو حققت وجدت الصنم أضعف من الذباب بدرجات ، وعابده أجهل من كل جاهل وأضل من كل ضال .
nindex.php?page=treesubj&link=28993_19731_28902_31742_34131_34246nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ أَيْ : بُيِّنَ لَكُمْ حَالٌ مُسْتَغْرَبَةٌ أَوْ قِصَّةٌ بَدِيعَةٌ رَائِعَةٌ حَقِيقَةٌ بِأَنْ تُسَمَّى مَثَلًا وَتَسِيرَ فِي الْأَمْصَارِ وَالْأَعْصَارِ ، أَوْ جُعِلَ لِلَّهِ مَثَلٌ ، أَيْ : مَثَلٌ فِي اسْتِحْقَاقِ الْعِبَادَةِ ، وَأُرِيدَ بِذَلِكَ مَا حُكِيَ عَنْهُمْ مِنْ عِبَادَتِهِمْ لِلْأَصْنَامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73فَاسْتَمِعُوا لَهُ أَيْ : لِلْمَثَلِ نَفْسِهِ اسْتِمَاعَ تَدَبُّرٍ وَتَفَكُّرٍ ، أَوْ فَاسْتَمِعُوا لِأَجْلِهِ مَا أَقُولُ . فَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلَخِ بَيَانٌ لِلْمَثَلِ وَتَفْسِيرٌ لَهُ عَلَى الْأَوَّلِ ، وَتَعْلِيلٌ لِبُطْلَانِ جَعْلِهِمُ الْأَصْنَامَ مِثْلَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي اسْتِحْقَاقِ الْعِبَادَةِ عَلَى الثَّانِي . وَقُرِئَ بِيَاءِ الْغَيْبَةِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ وَمَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَالرَّاجِعُ إِلَى الْمَوْصُولِ عَلَى الْأَوَّلِينَ مَحْذُوفٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا أَيْ : لَنْ يَقْدِرُوا عَلَى خَلْقِهِ أَبَدًا مَعَ صِغَرِهِ وَحَقَارَتِهِ ، فَإِنَّ "لَنْ" بِمَا فِيهَا مِنْ تَأْكِيدِ النَّفْيِ دَالَّةٌ عَلَى مُنَافَاةِ مَا بَيْنَ الْمَنْفِيِّ وَالْمَنْفِيِّ عَنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ أَيْ : لِخُلُقِهِ ، وَجَوَابُ "لَوْ" مَحْذُوفٌ لِدَلَالَةِ مَا قَبْلَهُ عَلَيْهِ ، وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى شُرْطِيَّةٍ أُخْرَى مَحْذُوفَةٍ ثِقَةً بِدَلَالَةِ هَذِهِ عَلَيْهَا ، أَيْ : لَوْ لَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَيْهِ لَنْ يَخْلُقُوهُ وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ لَنْ يَخْلُقُوهُ كَمَا مَرَّ تَحْقِيقُهُ مِرَارًا ، وَهُمَا فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا
[ ص: 121 ] عَلَى كُلِّ حَالٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا بَيَانٌ لِعَجْزِهِمْ عَنِ الِامْتِنَاعِ عَمَّا يَفْعَلُ بِهِمُ الذُّبَابُ بَعْدَ بَيَانِ عَجْزِهِمْ عَنْ خَلْقِهِ ، أَيْ : إِنْ يَأْخُذِ الذُّبَابُ مِنْهُمْ شَيْئًا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ مَعَ غَايَةِ ضَعْفِهِ ، وَلَقَدْ جُهِّلُوا غَايَةَ التَّجْهِيلِ فِي إِشْرَاكِهِمْ بِاللَّهِ الْقَادِرِ عَلَى جَمِيعِ الْمَقْدُورَاتِ الْمُنْفَرِدِ بِإِيجَادِ كَافَّةِ الْمَوْجُودَاتِ تَمَاثِيلَ هِيَ أَعْجَزُ الْأَشْيَاءِ ، وَبَيَّنَ ذَلِكَ بِأَنَّهَا لَا تَقْدِرُ عَلَى أَقَلِّ الْأَحْيَاءِ وَأَذَلِّهَا وَلَوِ اتَّفَقُوا عَلَيْهِ ، بَلْ لَا تَقْوَى عَلَى مُقَاوَمَةِ هَذَا الْأَقَلِّ الْأَذَلِّ وَتَعْجِزُ عَنْ ذَبِّهِ عَنْ نَفْسِهَا وَاسْتِنْقَاذِ مَا يَخْتَطِفُهُ مِنْهَا . قِيلَ : كَانُوا يُطَيِّبُونَهَا بِالطِّيبِ وَالْعَسَلِ وَيُغْلِقُونَ عَلَيْهَا الْأَبْوَابَ فَيَدْخُلُ الذُّبَابُ مِنَ الْكُوَى فَيَأْكُلُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ أَيْ : عَابِدُ الصَّنَمِ وَمَعْبُودُهُ ، أَوِ الذُّبَابُ الطَّالِبُ لِمَا يَسْلُبُهُ مِنَ الصَّنَمِ مِنَ الطِّيبِ وَالصَّنَمُ الْمَطْلُوبُ مِنْهُ ذَلِكَ ، أَوِ الصَّنَمُ وَالذُّبَابُ كَأَنَّهُ يَطْلُبُهُ لَيَسْتَنْقِذَ مِنْهُ مَا يَسْلُبُهُ ، وَلَوْ حَقَّقْتَ وَجَدْتَ الصَّنَمَ أَضْعَفَ مِنَ الذُّبَابِ بِدَرَجَاتٍ ، وَعَابِدَهُ أَجْهَلُ مِنْ كُلِّ جَاهِلٍ وَأَضَلُّ مِنْ كُلِّ ضَالٍّ .