الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار
الصابرين هو على تقدير كون الموصول في محل الرفع منصوبا على المدح بإضمار أعني، وأما تقدير: كونه في محل النصب أو الجر فهو نعت له، والمراد بالصبر: هو الصبر على مشاق الطاعات وعلى البأساء والضراء وحين البأس. والصادقين في أقوالهم ونياتهم وعزائمهم. والقانتين المداومين على الطاعات المواظبين على العبادات. والمنفقين أموالهم في سبيل الله تعالى. والمستغفرين بالأسحار قال مجاهد وقتادة أي: المصلين بالأسحار، وعن والكلبي هم الذين يصلون الصبح في جماعة، وقال زيد بن أسلم: مدوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا. و قال الحسن: كان نافع: رضي الله عنه يحيي الليلة، ثم يقول: يا ابن عمر أسحرنا، فأقول: لا، فيعاود الصلاة. فإذا قلت: نعم قعد يستغفر الله ويدعو حتى يصبح. وعن نافع كانوا يصلون في أول الليل حتى إذا كان السحر أخذوا في الدعاء والاستغفار وتخصيص الأسحار بالاستغفار، لأن الدعاء فيها أقرب إلى الإجابة، إذ العبادة حينئذ أشق والنفس أصفى والروح أجمع، لا سيما للمجتهدين، وتوسيط الواو بين الصفات المعدودة للدلالة على استقلال كل منها، وكمالهم فيها أو لتغاير الموصوفين بها. الحسن: