[ ص: 38 ] أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين
أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتتعرضون للسابلة، أي: الفاحشة حيث روي أنهم كانوا كثيرا ما يفعلونها بالغرباء. وقيل: تقطعون سبيل النساء بالإعراض عن الحرث، وإتيان ما ليس بحرث. وقيل: تقطعون السبيل بالقتل، وأخذ المال. وتأتون في ناديكم أي: تفعلون في مجلسكم الجامع لأصحابكم. المنكر كالجماع، والضراط، وحل الإزار، وغيرها مما لا خير فيه من الأفاعيل المنكرة. وعن رضي الله عنهما هو الحذف بالحصى، والرمي بالبنادق، والفرقعة، ومضغ العلك، والسواك بين الناس، وحل الإزار، والسباب، والفحش في المزاح. وقيل: السخرية بمن مر بهم، وقيل: المجاهرة في ناديهم بذلك العمل. ابن عباس فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين أي: فما كان جوابا من جهتهم شيء من الأشياء إلا هذه الكلمة الشنيعة أي: لم يصدر عنهم في هذه المرة من مرات مواعظ لوط عليه السلام، وقد كان أوعدهم فيها بالعذاب، وأما ما في سورة الأعراف من قوله تعالى: وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم ... الآية. وما في سورة النمل من قوله تعالى: فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم ... الآية. فهو الذي صدر عنهم بعده هذه المرة، وهي المرة الأخيرة من مرات المقاولات الجارية بينهم وبينه عليه الصلاة والسلام، وقد مر تحقيقه في سورة الأعراف.