[ ص: 100 ] إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون
إذ تصعدون متعلق بـ "صرفكم" أو بقوله تعالى: ليبتليكم أو بمقدر كما ذكروا، والإصعاد: الذهاب والإبعاد في الأرض. وقرئ "تصعدون" من الثلاثي، أي: في الجبل، وقرئ "تصعدون" من التفعل بطرح إحدى التاءين، وقرئ "يصعدون" بالالتفات إلى الغيبة. ولا تلوون على أحد أي: لا تلتفتون إلى ما وراءكم ولا يقف واحد منكم لواحد، وقرئ "تلون" بواو واحدة بقلب الواو المضمومة همزة وحذفها تخفيفا، وقرئ "يلوون" كيصعدون. والرسول يدعوكم كان عليه الصلاة والسلام يدعوهم: "إلي عباد الله إلي عباد الله أنا رسول الله من يكر فله الجنة"، وإيراده عليه السلام بعنوان الرسالة للإيذان بأن دعوته - عليه السلام - كانت بطريق الرسالة من جهته سبحانه إشباعا في توبيخ المنهزمين. في أخراكم في ساقتكم وجماعتكم الأخرى. فأثابكم عطف على صرفكم، أى فجازاكم الله تعالى بما صنعتم غما موصولا بغم من الاغتمام بالقتل والجرح وظفر المشركين والإرجاف بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وفوت الغنيمة، فالتنكير للتكثير أو غما بمقابلة غم أذقتموه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعصيانكم له. لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم أي: لتتمرنوا على الصبر في الشدائد فلا تحزنوا على نفع فات أو ضر آت، وقيل: "لا" زائدة والمعنى: لتتأسفوا على ما فاتكم من الظفر والغنيمة وعلى ما أصابكم من الجراح والهزيمة عقوبة لكم، وقيل: الضمير في "أثابكم" للرسول صلى الله عليه وسلم، أي: واساكم في الاغتمام فاغتم بما نزل عليكم كما اغتممتم بما نزل عليه ولم يثربكم على عصيانكم تسلية لكم وتنفيسا عنكم لئلا تحزنوا على ما فاتكم من النصر وما أصابكم من الجراح وغير ذلك. والله خبير بما تعملون أي: عالم بأعمالكم وبما قصدتم بها.