nindex.php?page=treesubj&link=28974_20009_28639_28657_30526_30527_32063_32064_33179_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان حكاية لدعاء آخر لهم مبني على تأملهم في الدليل السمعي بعد حكاية دعائهم السابق المبني على التفكر في الأدلة العقلية وتصدير مقدمة الدعاء بالنداء لإظهار كمال الضراعة والابتهال
[ ص: 132 ] والتأكيد للإيذان بصدور المقال عنهم بوفور الرغبة وكمال النشاط، والمراد بالنداء الدعاء وتعديتهما بإلى لتضمنهما معنى الإنهاء وباللام لاشتمالهما على معنى الاختصاص، والمراد بالمنادي: الرسول صلى الله عليه وسلم، وتنوينه للتفخيم وإيثاره على الداعي للدلالة على كمال اعتنائه بشأن الدعوة وتبليغها إلى الداني والقاصي لما فيه من الإيذان برفع الصوت، و"ينادي" صفة ل "مناديا" عند الجمهور كما في قولك: "سمعت رجلا يقول كيت وكيت" ولو كان معرفة لكان حالا منه كما إذا قلت: "سمعت زيدا يقول إلخ" ومفعول ثان لـ"سمعنا" عند
nindex.php?page=showalam&ids=12096الفارسي وأتباعه، وهذا أسلوب بديع يصار إليه للمبالغة في تحقيق السماع والإيذان بوقوعه بلا واسطة عند صدور المسموع عن المتكلم وللتوسل إلى تفصيله واستحضار صورته، وقد اختص النظم الكريم بمزية زائدة على ذلك حيث عبر عن المسموع منه بالمنادي ثم وصف بالنداء للإيمان على طريقة قولك: "سمعت متكلما يتكلم بالحكمة" لما أن التفسير بعد الإبهام والتقييد بعد الإطلاق أوقع عند النفس وأجدر بالقبول، وقيل: المنادي: القرآن العظيم.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193أن آمنوا أي: آمنوا على أن "أن" تفسيرية أو بـ"أن
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193آمنوا" على أنها مصدرية.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193بربكم بمالككم ومتولي أموركم ومبلغكم إلى الكمال، وفي إطلاق الإيمان ثم تقييده تفخيم لشأنه.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193فآمنا أي: فامتثلنا بأمره وأجبنا نداءه.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ربنا تكرير للتضرع وإظهار لكمال الخضوع وعرض للاعتراف بربوبيته مع الإيمان به، والفاء في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193فاغفر لنا لترتيب المغفرة أو الدعاء بها على الإيمان به تعالى والإقرار بربوبيته، فإن ذلك من دواعي المغفرة والدعاء بها .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ذنوبنا أي: كبائرها فإن الإيمان يجب ما قبله.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193وكفر عنا سيئاتنا أي: صغائرنا، فإنها مكفرة عن مجتنب الكبائر.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193وتوفنا مع الأبرار أي: مخصوصين بصحبتهم مغتنمين لجوارهم معدودين من زمرتهم، وفيه إشعار بأنهم كانوا يحبون لقاء الله ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، و"الأبرار" جمع بار أو بر كأصحاب وأرباب.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_20009_28639_28657_30526_30527_32063_32064_33179_34189_34513nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ حِكَايَةٌ لِدُعَاءٍ آخَرَ لَهُمْ مَبْنِيٍّ عَلَى تَأَمُّلِهِمْ فِي الدَّلِيلِ السَّمْعِيِّ بَعْدَ حِكَايَةِ دُعَائِهِمُ السَّابِقِ الْمَبْنِيِّ عَلَى التَّفَكُّرِ فِي الْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ وَتَصْدِيرُ مُقَدَّمَةِ الدُّعَاءِ بِالنِّدَاءِ لِإِظْهَارِ كَمَالِ الضَّرَاعَةِ وَالِابْتِهَالِ
[ ص: 132 ] وَالتَّأْكِيدُ لِلْإِيذَانِ بِصُدُورِ الْمَقَالِ عَنْهُمْ بِوُفُورِ الرَّغْبَةِ وَكَمَالِ النَّشَاطِ، وَالْمُرَادُ بِالنِّدَاءِ الدُّعَاءُ وَتَعْدِيَتُهُمَا بِإِلَى لِتَضَمُّنِهِمَا مَعْنَى الْإِنْهَاءِ وَبِاللَّامِ لِاشْتِمَالِهِمَا عَلَى مَعْنَى الِاخْتِصَاصِ، وَالْمُرَادُ بِالْمُنَادِي: الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَنْوِينُهُ لِلتَّفْخِيمِ وَإِيثَارُهُ عَلَى الدَّاعِي لِلدِّلَالَةِ عَلَى كَمَالِ اعْتِنَائِهِ بِشَأْنِ الدَّعْوَةِ وَتَبْلِيغِهَا إِلَى الدَّانِي وَالْقَاصِي لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِيذَانِ بِرَفْعِ الصَّوْتِ، وَ"يُنَادِي" صِفَةٌ لِ "مُنَادِيَاً" عِنْدَ الْجُمْهُورِ كَمَا فِي قَوْلِكَ: "سَمِعْتُ رَجُلَاً يَقُولُ كَيْتَ وَكَيْتَ" وَلَوْ كَانَ مَعْرِفَةً لَكَانَ حَالَاً مِنْهُ كَمَا إِذَا قُلْتَ: "سَمِعْتُ زَيْدَاً يَقُولُ إِلَخْ" وَمَفْعُولٌ ثَانٍ لِـ"سَمِعْنَا" عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12096الْفَارِسِيِّ وَأَتْبَاعِهِ، وَهَذَا أُسْلُوبٌ بَدِيعٌ يُصَارُ إِلَيْهِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي تَحْقِيقِ السَّمَاعِ وَالْإِيذَانِ بِوُقُوعِهِ بِلَا وَاسِطَةٍ عِنْدَ صُدُورِ الْمَسْمُوعِ عَنِ الْمُتَكَلِّمِ وَلِلتَّوَسُّلِ إِلَى تَفْصِيلِهِ وَاسْتِحْضَارِ صُورَتِهِ، وَقَدِ اخْتُصَّ النَّظْمُ الْكَرِيمُ بِمَزِيَّةٍ زَائِدَةٍ عَلَى ذَلِكَ حَيْثُ عَبَّرَ عَنِ الْمَسْمُوعِ مِنْهُ بِالْمُنَادِي ثُمَّ وَصَفَ بِالنِّدَاءِ لِلْإِيمَانِ عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِكَ: "سَمِعْتُ مُتَكَلِّمَاً يَتَكَلَّمُ بِالْحِكْمَةِ" لِمَا أَنَّ التَّفْسِيرَ بَعْدَ الْإِبْهَامِ وَالتَّقْيِيدَ بَعْدَ الْإِطْلَاقِ أَوْقَعُ عِنْدَ النَّفْسِ وَأَجْدَرُ بِالْقَبُولِ، وَقِيلَ: الْمُنَادِي: القرآن الْعَظِيمُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193أَنْ آمِنُوا أَيْ: آمِنُوا عَلَى أَنَّ "أَنْ" تَفْسِيرِيَّةٌ أَوْ بِـ"أَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193آمِنُوا" عَلَى أَنَّهَا مَصْدَرِيَّةٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193بِرَبِّكُمْ بِمَالِكِكُمْ وَمُتَوَلِّي أُمُورِكُمْ وَمُبْلِغِكُمْ إِلَى الْكَمَالِ، وَفِي إِطْلَاقِ الْإِيمَانِ ثُمَّ تَقْيِيدِهِ تَفْخِيمٌ لِشَأْنِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193فَآمَنَّا أَيْ: فَامْتَثَلْنَا بِأَمْرِهِ وَأَجَبْنَا نِدَاءَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193رَبَّنَا تَكْرِيرٌ لِلتَّضَرُّعِ وَإِظْهَارٌ لِكَمَالِ الْخُضُوعِ وَعَرْضٌ لِلِاعْتِرَافِ بِرُبُوبِيَّتِهِ مَعَ الْإِيمَانِ بِهِ، وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193فَاغْفِرْ لَنَا لِتَرْتِيبِ الْمَغْفِرَةِ أَوِ الدُّعَاءِ بِهَا عَلَى الْإِيمَانِ بِهِ تَعَالَى وَالْإِقْرَارِ بِرُبُوبِيَّتِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ دَوَاعِي الْمَغْفِرَةِ وَالدُّعَاءِ بِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193ذُنُوبَنَا أَيْ: كَبَائِرَهَا فَإِنَّ الْإِيمَانَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا أَيْ: صَغَائِرَنَا، فَإِنَّهَا مُكَفَّرَةٌ عَنْ مُجْتَنِبِ الْكَبَائِرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=193وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ أَيْ: مَخْصُوصِينَ بِصُحْبَتِهِمْ مُغْتَنِمِينَ لِجِوَارِهِمْ مَعْدُودِينَ مِنْ زُمْرَتِهِمْ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يُحِبُّونَ لِقَاءَ اللَّهِ وَمَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَ"الْأَبْرَارُ" جَمْعُ بَارٍّ أَوْ بَرٍّ كَأَصْحَابٍ وَأَرْبَابٍ.