nindex.php?page=treesubj&link=29030_25035_29677_30475_30539_30868_32427_32438nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم بيان لبعض آثار عزته تعالى وأحكام حكمته إثر وصفه تعالى بالعزة القاهرة والحكمة الباهرة على الإطلاق، والضمير راجع إليه تعالى بذلك العنوان إما بناء على كمال ظهور اتصافه تعالى بهما مع مساعدة تامة من المقام أو على جعله مستعارا لاسم الإشارة كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=46قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به أي: بذلك، وعليه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15876رؤبة بن العجاج: [كأنه في الجلد توليع البهق]
كما هو المشهور كأنه قيل: ذلك المنعوت بالعزة والحكمة الذي أخرج ...إلخ. ففيه إشعار بأن في الإخراج حكمة باهرة. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2لأول الحشر أي: في أول حشرهم إلى
الشام وكانوا من سبط لم يصبهم جلاء قط وهم أول من أخرج من جزيرة
العرب إلى
الشام أو هذا أول حشرهم ، وآخر حشرهم إجلاء
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه إياهم من
خيبر إلى
الشام، وقيل: آخر حشرهم حشر يوم القيامة لأن المحشر يكون بالشام.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2ما ظننتم أيها المسلمون.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2أن يخرجوا من ديارهم بهذا الذل والهوان لشدة بأسهم وقوة منعتهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله أي: ظنوا أن حصونهم تمنعهم أو مانعتهم من بأس الله تعالى، وتغيير النظم بتقديم الخبر وإسناد الجملة إلى ضميرهم للدلالة على كمال وثوقهم بحصانة حصونهم واعتقادهم في أنفسهم أنهم في عزة ومنعة لا يبالى معها بأحد يتعرض لهم أو يطمع في معازتهم ، ويجوز أن يكون مانعتهم خبرا لأن و"حصونهم" مرتفعا على الفاعلية.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=148فآتاهم الله أي: أمر الله تعالى وقدره المقدور لهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2من حيث لم يحتسبوا ولم يخطر ببالهم وهو قتل رئيسهم كعب بن الأشرف فإنه
[ ص: 226 ] مما أضعف قوتهم وفل شوكتهم وسلب قلوبهم الأمن والطمأنينة، وقيل: الضمير في "أتاهم" و"لم يحتسبوا" للمؤمنين أي: فأتاهم نصر الله، وقرئ "فآتاهم" أي: فآتاهم الله العذاب أو النصر.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وقذف في قلوبهم الرعب أي: أثبت فيها الخوف الذي يرعبها أي: يملؤها.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2يخربون بيوتهم بأيديهم ليسدوا بما نقضوا منها من الخشب والحجارة أفواه الأزقة ولئلا يبقى بعد جلائهم مساكن للمسلمين ولينقلوا معهم بعض آلاتها المرغوب فيها مما يقبل النقل.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وأيدي المؤمنين حيث كانوا يخربونها إزالة لمتحصنهم ومتمنعهم وتوسعا لمجال القتال ونكاية لهم ، وإسناد هذا إليهم لما أنهم السبب فيه فكأنهم كلفوهم إياه وأمروهم به، قيل: الجملة حال أو تفسير للرعب، وقرئ "يخربون" بالتشديد للتكثير، وقيل: الإخراب: التعطيل أو ترك الشيء خرابا والتخريب: النقض والهدم.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فاعتبروا يا أولي الأبصار فاتعظوا بما جرى عليهم من الأمور الهائلة على وجه لا يكاد يهتدي إليه الأفكار واتقوا مباشرة ما أداهم إليه من الكفر والمعاصي أو انتقلوا من حال الفريقين إلى حال أنفسكم فلا تعولوا على تعاضد الأسباب بل توكلوا على الله عز وجل، وقد استدل به على حجية القياس كما فصل في موقعه.
nindex.php?page=treesubj&link=29030_25035_29677_30475_30539_30868_32427_32438nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ بَيَانٌ لِبَعْضِ آثَارِ عِزَّتْهُ تَعَالَى وَأَحْكَامِ حِكْمَتِهِ إِثْرَ وَصْفِهِ تَعَالَى بِالْعِزَّةِ الْقَاهِرَةِ وَالْحِكْمَةِ الْبَاهِرَةِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَيْهِ تَعَالَى بِذَلِكَ الْعُنْوَانِ إِمَّا بِنَاءً عَلَى كَمَالِ ظُهُورِ اتِّصَافِهِ تَعَالَى بِهِمَا مَعَ مُسَاعَدَةٍ تَامَّةٍ مِنَ الْمَقَامِ أَوْ عَلَى جَعْلِهِ مُسْتَعَارًا لِاسْمِ الْإِشَارَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=46قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهُ يَأْتِيكُمْ بِهِ أَيْ: بِذَلِكَ، وَعَلَيْهِ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15876رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ: [كَأَنَّهُ فِي الْجِلْدِ تَوْلِيعُ الْبَهَقْ]
كَمَا هُوَ الْمَشْهُورُ كَأَنَّهُ قِيلَ: ذَلِكَ الْمَنْعُوتُ بِالْعِزَّةِ وَالْحِكْمَةِ الَّذِي أَخْرَجَ ...إِلَخْ. فَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ فِي الْإِخْرَاجِ حِكْمَةً بَاهِرَةً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2لأَوَّلِ الْحَشْرِ أَيْ: فِي أَوَّلِ حَشْرِهِمْ إِلَى
الشَّامِ وَكَانُوا مِنْ سِبْطٍ لَمْ يُصِبْهُمْ جَلَاءٌ قَطُّ وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ أُخْرِجَ مِنْ جَزِيرَةِ
الْعَرَبِ إِلَى
الشَّامِ أَوْ هَذَا أَوَّلُ حَشْرِهِمْ ، وَآخِرُ حَشْرِهِمْ إِجْلَاءُ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِيَّاهُمْ مِنْ
خَيْبَرَ إِلَى
الشَّامِ، وَقِيلَ: آخِرُ حَشْرِهِمْ حَشْرُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لِأَنَّ الْمَحْشَرَ يَكُونُ بِالشَّامِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2مَا ظَنَنْتُمْ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِهَذَا الذُّلِّ وَالْهَوَانِ لِشِدَّةِ بَأْسِهِمْ وَقُوَّةِ مَنْعَتِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ أَيْ: ظَنُّوا أَنَّ حُصُونَهُمْ تَمْنَعُهُمْ أَوْ مَانِعَتُهُمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَغْيِيرُ النَّظْمِ بِتَقْدِيمِ الْخَبَرِ وَإِسْنَادُ الْجُمْلَةِ إِلَى ضَمِيرِهِمْ لِلدَّلَالَةِ عَلَى كَمَالِ وُثُوقِهِمْ بِحَصَانَةِ حُصُونِهِمْ وَاعْتِقَادِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ فِي عِزَّةٍ وَمَنْعَةٍ لَا يُبَالَى مَعَهَا بِأَحَدٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ أَوْ يَطْمَعُ فِي مُعَازَّتِهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَانِعَتُهُمْ خَبَرًا لِأَنَّ وَ"حُصُونُهُمْ" مُرْتَفِعًا عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=148فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَيْ: أَمْرُ اللَّهِ تَعَالَى وَقَدَرُهُ الْمَقْدُورُ لَهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِمْ وَهُوَ قَتْلُ رَئِيسِهِمْ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ فَإِنَّهُ
[ ص: 226 ] مِمَّا أَضْعَفَ قُوَّتَهُمْ وَفَلَّ شَوْكَتَهُمْ وَسَلَبَ قُلُوبَهُمُ الْأَمْنَ وَالطُّمَأْنِينَةَ، وَقِيلَ: الضَّمِيرُ فِي "أَتَاهُمْ" وَ"لَمْ يَحْتَسِبُوا" لِلْمُؤْمِنِينَ أَيْ: فَأَتَاهُمْ نَصْرُ اللَّهِ، وَقُرِئَ "فَآتَاهُمْ" أَيْ: فَآتَاهُمُ اللَّهُ الْعَذَابَ أَوِ النَّصْرَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ أَيْ: أَثْبَتَ فِيهَا الْخَوْفَ الَّذِي يُرْعِبُهَا أَيْ: يَمْلَؤُهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ لِيَسُدُّوا بِمَا نَقَضُوا مِنْهَا مِنَ الْخَشَبِ وَالْحِجَارَةِ أَفْوَاهَ الْأَزِقَّةِ وَلِئَلَّا يَبْقَى بَعْدَ جَلَّائِهِمْ مَسَاكِنُ لِلْمُسْلِمِينَ وَلِيَنْقُلُوا مَعَهُمْ بَعْضَ آلَاتِهَا الْمَرْغُوبِ فِيهَا مِمَّا يَقْبَلُ النَّقْلَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ حَيْثُ كَانُوا يُخَرِبُونَهَا إِزَالَةً لِمُتَحَصَّنِهِمْ وَمُتَمَنَّعِهِمْ وَتَوَسُّعًا لِمَجَالِ الْقِتَالِ وَنِكَايَةً لَهُمْ ، وَإِسْنَادُ هَذَا إِلَيْهِمْ لِمَا أَنَّهُمُ السَّبَبُ فِيهِ فَكَأَنَّهُمْ كَلَّفُوهُمْ إِيَّاهُ وَأَمَرُوهُمْ بِهِ، قِيلَ: الْجُمْلَةُ حَالٌ أَوْ تَفْسِيرٌ لِلرُّعْبِ، وَقُرِئَ "يُخَرِّبُونَ" بِالتَّشْدِيدِ لِلتَّكْثِيرِ، وَقِيلَ: الْإِخْرَابُ: التَّعْطِيلُ أَوْ تَرْكُ الشَّيْءِ خَرَابًا وَالتَّخْرِيبُ: النَّقْضُ وَالْهَدْمُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=2فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ فَاتَّعَظُوا بِمَا جَرَى عَلَيْهِمْ مِنَ الْأُمُورِ الْهَائِلَةِ عَلَى وَجْهٍ لَا يَكَادُ يَهْتَدِي إِلَيْهِ الْأَفْكَارُ وَاتَّقَوْا مُبَاشَرَةَ مَا أَدَّاهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي أَوِ انْتَقَلُوا مِنْ حَالِ الْفَرِيقَيْنِ إِلَى حَالِ أَنْفُسِكُمْ فَلَا تُعَوِّلُوا عَلَى تَعَاضُدِ الْأَسْبَابِ بَلْ تَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدِ اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى حُجِّيَّةِ الْقِيَاسِ كَمَا فُصِّلَ فِي مَوْقِعِهِ.