ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما
ولئن أصابكم فضل كفتح وغنيمة. من الله متعلق بـ"أصابكم" أو بمحذوف وقع صفة لـ"فضل" أي: كائن من الله تعالى ونسبة إصابة الفضل إلى جناب الله تعالى دون إصابة المصيبة من العادات الشريفة التنزيلية كما في قوله سبحانه: وإذا مرضت فهو يشفين وتقديم الشرطية الأولى لما أن مضمونها لمقصدهم أوفق وأثر نفاقهم فيها أظهر. ليقولن ندامة على تثبطه وقعوده وتهالكا على حطام الدنيا وتحسرا على فواته، وقرئ "ليقولن" بضم اللام إعادة للضمير إلى معنى "من". وقوله تعالى: كأن لم تكن [ ص: 201 ] بينكم وبينه مودة اعتراض وسط بين الفعل ومفعوله الذي هو يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما لئلا يفهم من مطلع كلامه أن تمنيه لمعية المؤمنين لنصرتهم ومظاهرتهم حسبما يقتضيه ما في البين من المودة بل هو للحرص على المال كما ينطق به آخره وليس إثبات المودة في البين بطريق التحقيق بل بطريق التهكم. وقيل: الجملة التشبيهية حال من ضمير "ليقولن" أي: ليقولن مشبها بمن لا مودة بينكم وبينه. وقيل: هي داخلة في المقول، أي: ليقولن المثبط لمن يثبطه من المنافقين وضعفة المؤمنين: كأن لم تكن بينكم وبين محمد مودة حيث لم يستصحبكم في الغزو حتى تفوزوا بما فاز ياليتني كنت معهم وغرضه إلقاء العداوة بينهم وبينه عليه الصلاة والسلام وتأكيدها ، وكأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن وهو محذوف، وقرئ "لم يكن" بالياء والمنادى في "ياليتني" محذوف أي: يا قوم، وقيل: يا أطلق للتنبيه على الاتساع، وقوله تعالى: فأفوز نصب على جواب التمني، وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: فأنا أفوز في ذلك الوقت أو على أنه معطوف على "كنت" داخل معه تحت التمني.