قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون
قالوا استئناف كما سبق ; أي : قالوا غير مبالين بهما وبمقالتهما مخاطبين لموسى عليه السلام ; إظهارا لإصرارهم على القول الأول ، وتصريحا بمخالفتهم له عليه السلام .
يا موسى إنا لن ندخلها ; أي : أرض الجبابرة فضلا عن دخول بابهم وهم في بلدهم .
أبدا ; أي : دهرا طويلا ، ما داموا فيها ; أي : في أرضهم ، وهو بدل من " أبدا " بدل البعض ، أو عطف بيان .
فاذهب الفاء فصيحة ; أي : فإذا كان الأمر كذلك فاذهب . [ ص: 25 ]
أنت وربك فقاتلا ; أي : فقاتلاهم ، إنما قالوا ذلك استهانة واستهزاء به سبحانه وبرسوله ، وعدم مبالاة بهما ، وقصدوا ذهابهما حقيقة كما ينبئ عنه غاية جهلهم وقسوة قلوبهم . وقيل : أرادو : إرادتهما وقصدهما ، كما تقول : كلمته فذهب يجيبني ، كأنهم قالوا : فأريدا قتالهم واقصداهم . وقيل : التقدير : فاذهب أنت وربك يعينك ولا يساعده . قوله تعالى : " فقاتلا " ولم يذكروا هارون ولا الرجلين ، كأنهم لم يجزموا بذهابهم ، أو لم يعبأوا بقتالهم .
وقوله تعالى : إنا ها هنا قاعدون يؤيد الوجه الأول ، وأرادوا بذلك عدم التقدم لا عدم التأخر .