وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون .
وإذ قتلتم نفسا : منصوب بمضمر؛ كما مرت نظائره؛ والخطاب لليهود المعاصرين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وإسناد القتل والتدارؤ إليهم لما مر من نسبة جنايات الأسلاف إلى الأخلاف؛ توبيخا وتقريعا؛ وتخصيصهما بالإسناد دون ما مر من هناتهم لظهور قبح القتل؛ وإسناده إلى الغير؛ أي: اذكروا وقت قتلكم نفسا محرمة؛ فادارأتم فيها ؛ أي: تخاصمتم في شأنها؛ إذ كل واحد من الخصماء يدافع الآخر؛ أو: تدافعتم بأن طرح كل واحد قتلها إلى آخر؛ وأصله "تدارأتم"؛ فأدغمت التاء في الدال؛ واجتلبت لها همزة الوصل؛ والله مخرج ما كنتم تكتمون ؛ أي: مظهر لما تكتمونه لا محالة؛ والجمع [ ص: 114 ]
بين صيغتي الماضي والمستقبل للدلالة على الاستمرار؛ وإنما أعمل "مخرج"؛ لأنه حكاية حال ماضية؛ .