nindex.php?page=treesubj&link=28977_28723_32410_33679_34202_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه حكاية لبعض آخر من أباطيلهم بعد حكاية ما قالوا في حق القرآن الكريم ، وبيان ما يتعلق به .
والقائلون : رؤساء
قريش ، وقيل :
الحرث بن عامر بن نوفل وأصحابه ، ولقد بلغت بهم الضلالة والطغيان إلى حيث لم يقتنعوا بما شاهدوا من البينات التي تخر لها صم الجبال ، حتى اجترءوا على ادعاء أنها ليست من قبيل الآيات ، وإنما هي ما اقترحوه من الخوارق الملجئة ، أو المعقبة للعذاب ، كما قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ... الآية .
والتنزيل بمعنى الإنزال ، كما ينبئ عنه القراءة بالتخفيف فيما سيأتي ، وما يفيده التعرض لعنوان ربوبيته تعالى له عليه الصلاة والسلام من الإشعار بالعلية ، إنما هو بطريق التعريض بالتهكم من جهتهم .
وإطلاق الآية في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37قل إن الله قادر على أن ينزل آية مع أن المراد بها : ما هو من الخوارق المذكورة ، لا آية ما من الآيات ; لفساد المعنى مجاراة معهم على زعمهم . ويجوز أن يراد بها : آية موجبة لهلاكهم ، كإنزال ملائكة العذاب ونحوه ، على أن تنوينها للتفخيم والتهويل ، كما أن إظهار الاسم الجليل لتربية المهابة مع ما فيه من الإشعار بعلة القدرة الباهرة ، والاقتصار في الجواب على بيان قدرته تعالى على تنزيلها مع أنها ليست في حيز الإنكار ; للإيذان بأن عدم تنزيله تعالى إياها مع قدرته عليه لحكمة بالغة يجب معرفتها ، وهم عنها غافلون .
كما ينبئ عنه الاستدراك بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37ولكن أكثرهم لا يعلمون ; أي : ليسوا من أهل العلم ، على أن المفعول مطروح بالكلية ، أو لا يعلمون شيئا على أنه محذوف مدلول عليه بقرينة المقام ، والمعنى : أنه تعالى قادر على أن ينزل آية من ذلك ، أو آية أي آية ، ولكن أكثرهم لا يعلمون ، فلا يدرون أن عدم تنزيلها مع ظهور قدرته عليه ، لما أن في تنزيلها قلعا لأساس التكليف المبني على قاعدة الاختيار ، أو استئصالا لهم بالكلية ، فيقترحونها جهلا ، ويتخذون عدم تنزيلها ذريعة إلى التكذيب .
وتخصيص عدم العلم بأكثرهم لما أن بعضهم واقفون على حقيقة
[ ص: 131 ] الحال ، وإنما يفعلون ما يفعلون مكابرة وعنادا .
nindex.php?page=treesubj&link=28977_28723_32410_33679_34202_34513nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ حِكَايَةٌ لِبَعْضٍ آخَرَ مِنْ أَبَاطِيلِهِمْ بَعْدَ حِكَايَةِ مَا قَالُوا فِي حَقِّ القرآن الْكَرِيمِ ، وَبَيَانِ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ .
وَالْقَائِلُونَ : رُؤَسَاءُ
قُرَيْشٍ ، وَقِيلَ :
الْحَرْثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ وَأَصْحَابُهُ ، وَلَقَدْ بَلَغَتْ بِهِمُ الضَّلَالَةُ وَالطُّغْيَانُ إِلَى حَيْثُ لَمْ يَقْتَنِعُوا بِمَا شَاهَدُوا مِنَ الْبَيِّنَاتِ الَّتِي تَخِرُّ لَهَا صُمُّ الْجِبَالِ ، حَتَّى اجْتَرَءُوا عَلَى ادِّعَاءِ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ قَبِيلِ الْآيَاتِ ، وَإِنَّمَا هِيَ مَا اقْتَرَحُوهُ مِنَ الْخَوَارِقِ الْمُلْجِئَةِ ، أَوِ الْمُعْقِبَةِ لِلْعَذَابِ ، كَمَا قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ ... الْآيَةَ .
وَالتَّنْزِيلُ بِمَعْنَى الْإِنْزَالِ ، كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ الْقِرَاءَةُ بِالتَّخْفِيفِ فِيمَا سَيَأْتِي ، وَمَا يُفِيدُهُ التَّعَرُّضُ لِعُنْوَانِ رُبُوبِيَّتِهِ تَعَالَى لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنَ الْإِشْعَارِ بِالْعِلِّيَّةِ ، إِنَّمَا هُوَ بِطَرِيقِ التَّعْرِيضِ بِالتَّهَكُّمِ مِنْ جِهَتِهِمْ .
وَإِطْلَاقُ الْآيَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً مَعَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا : مَا هُوَ مِنَ الْخَوَارِقِ الْمَذْكُورَةِ ، لَا آيَةٌ مَا مِنَ الْآيَاتِ ; لِفَسَادِ الْمَعْنَى مُجَارَاةً مَعَهُمْ عَلَى زَعْمِهِمْ . وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهَا : آيَةٌ مُوجِبَةٌ لِهَلَاكِهِمْ ، كَإِنْزَالِ مَلَائِكَةِ الْعَذَابِ وَنَحْوِهِ ، عَلَى أَنَّ تَنْوِينَهَا لِلتَّفْخِيمِ وَالتَّهْوِيلِ ، كَمَا أَنَّ إِظْهَارَ الِاسْمِ الْجَلِيلِ لِتَرْبِيَةِ الْمَهَابَةِ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْإِشْعَارِ بِعِلَّةِ الْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ ، وَالِاقْتِصَارِ فِي الْجَوَابِ عَلَى بَيَانِ قدرته تعالى عَلَى تَنْزِيلِهَا مَعَ أَنَّهَا لَيْسَتْ فِي حَيِّزِ الْإِنْكَارِ ; لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ عَدَمَ تَنْزِيلِهِ تَعَالَى إِيَّاهَا مَعَ قدرته عَلَيْهِ لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ يَجِبُ مَعْرِفَتُهَا ، وَهُمْ عَنْهَا غَافِلُونَ .
كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ الِاسْتِدْرَاكُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=37وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ; أَيْ : لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عَلَى أَنَّ الْمَفْعُولَ مَطْرُوحٌ بِالْكُلِّيَّةِ ، أَوْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا عَلَى أَنَّهُ مَحْذُوفٌ مَدْلُولٌ عَلَيْهِ بِقَرِينَةِ الْمَقَامِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً مِنْ ذَلِكَ ، أَوْ آيَةً أَيَّ آيَةٍ ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، فَلَا يَدْرُونَ أَنَّ عَدَمَ تَنْزِيلِهَا مَعَ ظُهُورِ قدرته عَلَيْهِ ، لِمَا أَنَّ فِي تَنْزِيلِهَا قَلْعًا لِأَسَاسِ التَّكْلِيفِ الْمَبْنِيِّ عَلَى قَاعِدَةِ الِاخْتِيَارِ ، أَوِ اسْتِئْصَالًا لَهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ ، فَيَقْتَرِحُونَهَا جَهْلًا ، وَيَتَّخِذُونَ عَدَمَ تَنْزِيلِهَا ذَرِيعَةً إِلَى التَّكْذِيبِ .
وَتَخْصِيصُ عَدَمِ الْعِلْمِ بِأَكْثَرِهِمْ لِمَا أَنَّ بَعْضَهُمْ وَاقِفُونَ عَلَى حَقِيقَةِ
[ ص: 131 ] الْحَالِ ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ مَا يَفْعَلُونَ مُكَابَرَةً وَعِنَادًا .