قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين
قل أرأيتكم أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يبكتهم ، ويلقمهم الحجر بما لا سبيل لهم إلى النكير ، والكاف حرف جيء به لتأكيد الخطاب لا محل له من الإعراب ، ومبنى التركيب وإن كان على الاستخبار عن الرؤية ، قلبية كانت أو بصرية ، لكن المراد به : الاستخبار عن متعلقها ; أي : أخبروني .
إن أتاكم عذاب الله حسبما أتى الأمم السابقة من أنواع العذاب الدنيوي .
أو أتتكم الساعة التي لا محيص عنها البتة .
أغير الله تدعون هذا مناط الاستخبار ومحط التبكيت .
وقوله تعالى : إن كنتم صادقين متعلق بأرأيتكم ، مؤكد للتبكيت ، كاشف عن كذبهم ، وجواب الشرط محذوف ثقة بدلالة المذكور عليه ; أي : إن كنتم صادقين في أن أصنامكم آلهة ، كما أنها دعواكم المعروفة ، أو إن كنتم قوما صادقين ، فأخبروني أغير الله تدعون إن أتاكم عذاب الله ... إلخ .
فإن صدقهم بأي معنى كان من موجبات إخبارهم بدعائهم غيره سبحانه ، وأما جعل الجواب ما يدل عليه قوله تعالى : " أغير الله تدعون " ، أعني : فادعوه ، على أن الضمير لغير الله ، فمخل بجزالة النظم الكريم ، كيف لا والمطلوب منهم إنما هو الإخبار بدعائهم غيره تعالى عند إتيان ما يتأتى ، لا نفس دعائهم إياه .