فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون
فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ; أي : فلم يتضرعوا حينئذ مع تحقق ما يستدعيه .
ولكن قست قلوبهم استدراك عما قبله ; أي : فلم يتضرعوا إليه تعالى برقة القلب والخضوع مع تحقق ما يدعوهم إليه ، ولكن ظهر منهم نقيضه حيث قست قلوبهم ; أي : استمرت على ما هي عليه من القساوة ، أو ازدادت قساوة ، كقولك : لم يكرمني إذ جئته ولكن أهانني .
وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون من الكفر والمعاصي ، فلم يخطروا ببالهم أن ما اعتراهم من البأساء والضراء ما اعتراهم إلا لأجله .
وقيل : الاستدراك لبيان أنه لم يكن لهم في ترك التضرع عذر سوى قسوة قلوبهم ، والإعجاب بأعمالهم التي زينها الشيطان لهم .