فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين
فقطع دابر القوم الذين ظلموا ; أي : آخرهم ، بحيث لم يبق منهم أحد من دبره دبرا . ودبورا ; أي : تبعه ، ووضع الظاهر موضع الضمير للإشعار بعلة الحكم ، فإن هلاكهم بسبب ظلمهم الذي هو وضع الكفر موضع الشكر ، وإقامة المعاصي مقام الطاعات .
والحمد لله رب العالمين على ما جرى عليهم من النكال ، فإن إهلاك الكفار والعصاة من حيث إنه تخليص لأهل الأرض ، من شؤم عقائدهم الفاسدة ، وأعمالهم الخبيثة ، نعمة جليلة مستجلبة للحمد ، لا سيما مع ما فيه من إعلاء كلمة الحق التي نطقت بها رسلهم عليهم السلام .