قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين
قل لو أن عندي ; أي : في قدرتي ومكنتي .
ما تستعجلون به من العذاب الذي ورد به الوعيد ، بأن يكون أمره مفوضا إلي من جهته تعالى .
لقضي الأمر بيني وبينكم ; أي : بأن ينزل ذلك عليكم إثر استعجالكم بقولكم : متى هذا الوعد ، ونظائره .
وفي بناء الفعل للمفعول من الإيذان بتعين الفاعل الذي هو الله تعالى ، وتهويل الأمر ، ومراعاة حسن الأدب ما لا يخفى ; فما قيل في تفسيره : لأهلكتكم عاجلا غضبا لربي ، ولتخلصت منكم سريعا ، بمعزل من توفية المقام حقه .
وقوله تعالى : والله أعلم بالظالمين اعتراض مقرر لما أفادته الجملة الامتناعية من انتفاء كون أمر العذاب مفوضا إليه صلى الله عليه وسلم ، المستتبع لانتفاء قضاء الأمر وتعليل له ، والمعنى : [ ص: 143 ] والله تعالى أعلم بحال الظالمين ، وبأنهم مستحقون للإمهال بطريق الاستدراج لتشديد العذاب ، ولذلك لم يفوض الأمر إلي ، فلم يقض الأمر بتعجيل العذاب ، والله أعلم .