وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون
وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة تذكير لنعمة أخرى من نعمه تعالى دالة على عظم قدرته ، ولطيف صنعه وحكمته ; أي : أنشأكم مع كثرتكم من نفس آدم عليه السلام .
فمستقر ومستودع ; أي : فلكم استقرار في الأصلاب أو فوق الأرض ، واستيداع في الأرحام أو تحت الأرض ، أو موضع استقرار واستيداع فيما ذكر ، والتعبير عن كونهم في الأصلاب أو فوق الأرض بالاستقرار ; لأنهما مقرهم الطبيعي ، كما أن التعبير عن كونهم في الأرحام أو تحت الأرض بالاستيداع ; لما أن كلا منهما ليس بمقرهم الطبيعي ، وقد حمل الاستيداع على كونهم في الأصلاب ، وليس بواضح .
وقرئ : ( فمستقر ) بكسر القاف ; أي : فمنكم مستقر ومنكم مستودع ، فإن الاستقرار منا [ ص: 166 ] بخلاف الاستيداع .
قد فصلنا الآيات المبينة لتفاصيل خلق البشر من هذه الآية ونظائرها .
لقوم يفقهون غوامض الدقائق باستعمال الفطنة ، وتدقيق النظر في لطائف صنع الله عز وجل في أطوار تخليق بني آدم ، مما تحار في فهمه الألباب ، وهو السر في إيثار يفقهون على يعلمون ، كما ورد في شأن النجوم .