وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون  
وأن هذا صراطي  إشارة إلى ما ذكر في الآيتين من الأمر والنهي ، قاله  مقاتل   . وقيل : إلى ما ذكر في السورة ، فإنها بأسرها في إثبات التوحيد والنبوة وبيان الشريعة . 
وقرئ : ( صراطي ) بفتح الياء ، ومعنى إضافته إلى ضميره صلى الله عليه وسلم : انتسابه إليه صلى الله عليه وسلم من حيث السلوك لا من حيث الوضع ، كما في : صراط الله . 
والمراد : بيان أن ما فصل من الأوامر والنواهي غير مختصة بالمتلو عليهم ، بل متعلقة به صلى الله عليه وسلم أيضا ، وأنه صلى الله عليه وسلم مستمر على العمل بها ومراعاتها . 
وقوله تعالى : مستقيما  حال مؤكدة ، ومحل " أن " مع ما في حيزها بحذف لام العلة ; أي : ولأن هذا صراطي ; أي : مسلكي مستقيما . 
فاتبعوه  كقوله تعالى : وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا  ، وتعليل اتباعه بكونه صراطه صلى الله عليه وسلم ، لا بكونه صراط الله تعالى مع أنه في نفسه كذلك ، من حيث أن سلوكه صلى الله عليه وسلم فيه داع للخلق إلى الاتباع ; إذ بذلك يتضح عندهم كونه صراط الله عز وجل . 
وقرئ بكسر الهمزة على الاستئناف ، وقرئ : ( أن هذا ) مخففة من " أن " على أن اسمها الذي هو ضمير الشأن محذوف ، وقرئ : ( سراطي ) ، وقرئ : ( هذا صراطي ) ، وقرئ : ( وهذا صراط ربكم ) ، ( وهذا صراط ربك ) . 
ولا تتبعوا السبل  الأديان المختلفة ، أو طرق البدع والضلالات . 
فتفرق بكم  بحذف إحدى التاءين ، والباء للتعدية ; أي : فتفرقكم حسب تفرقها أيادي سبا ، فهو كما ترى أبلغ من تفرقكم ، كما قيل من أن ذهب به لما فيه من الدلالة على الاستصحاب أبلغ من أذهبه . 
عن سبيله   ; أي : سبيل الله الذي لا عوج فيه ولا حرج ، وهو دين الإسلام الذي ذكر بعض أحكامه . وقيل : هو اتباع الوحي واقتفاء البرهان ، وفيه تنبيه على أن صراطه صلى الله عليه وسلم عين سبيل الله تعالى . 
ذلكم  إشارة إلى ما مر من اتباع سبيله تعالى ، وترك اتباع سائر السبل . 
وصاكم به لعلكم تتقون  اتباع سبل الكفر والضلالة . 
				
						
						
