وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون   
وهذا   ; أي : الذي تليت عليكم أوامره ونواهيه ; أي : القرآن . 
كتاب  عظيم الشأن لا يقادر قدره . 
وقوله تعالى : أنزلناه مبارك   ; أي : كثير المنافع دينا ودنيا صفتان لكتاب ، وتقديم وصف الإنزال مع كونه غير صريح ; لأن الكلام مع منكريه ، أو خبران آخران لاسم الإشارة ; أي : أنزلناه مشتملا على فنون الفوائد الدينية والدنيوية التي فصلت عليكم طائفة منها . 
والفاء في قوله تعالى : فاتبعوه  لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، فإن عظم شأن الكتاب في نفسه ، وكونه منزلا من جنابه عز وجل ، مستتبعا للمنافع الدينية والدنيوية موجب لاتباعه أي إيجاب . 
واتقوا  مخالفته ، لعلكم ترحمون  بواسطة اتباعه والعمل بموجبه . 
				
						
						
