nindex.php?page=treesubj&link=30614_32028_34172_34189_34513_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_31788_32024_34091_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون nindex.php?page=treesubj&link=30362_30614_34089_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون nindex.php?page=treesubj&link=30356_30497_33679_34091_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير
(67) يخبر تعالى أنه جعل لكل أمة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67منسكا ؛ أي: معبدا وعبادة، قد تختلف في بعض الأمور، مع اتفاقها على العدل والحكمة، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لكل [ ص: 1115 ] جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم الآية،
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67هم ناسكوه ؛ أي: عاملون عليه، بحسب أحوالهم، فلا اعتراض على شريعة من الشرائع، خصوصا من الأميين، أهل الشرك والجهل المبين، فإنه
nindex.php?page=treesubj&link=30172إذا ثبتت رسالة الرسول بأدلتها وجب أن يتلقى جميع ما جاء به بالقبول والتسليم وترك الاعتراض، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فلا ينازعنك في الأمر ؛ أي: لا ينازعك المكذبون لك، ويعترضون على بعض ما جئتهم به، بعقولهم الفاسدة، مثل منازعتهم في حل الميتة بقياسهم الفاسد، يقولون: "تأكلون ما قتلتم، ولا تأكلون ما قتل الله" وكقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إنما البيع مثل الربا ونحو ذلك من اعتراضاتهم التي لا يلزم الجواب عن أعيانها، وهم منكرون لأصل الرسالة، وليس فيها مجادلة ومحاجة بانفرادها، بل لكل مقام مقال، فصاحب هذا الاعتراض المنكر لرسالة الرسول إذا زعم أنه يجادل ليسترشد، يقال له: الكلام معك في إثبات الرسالة وعدمها، وإلا فالاقتصار على هذه دليل أن مقصوده التعنت والتعجيز، ولهذا
nindex.php?page=treesubj&link=20077_32028أمر الله رسوله أن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويمضي على ذلك، سواء اعترض المعترضون أم لا، وأنه لا ينبغي أن يثنيك عن الدعوة شيء؛ لأنك على
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67هدى مستقيم ؛ أي: معتدل موصل للمقصود، متضمن علم الحق والعمل به، فأنت على ثقة من أمرك، ويقين من دينك، فيوجب ذلك لك الصلابة والمضي لما أمرك به ربك، ولست على أمر مشكوك فيه، أو حديث مفترى، فتقف مع الناس ومع أهوائهم وآرائهم، ويوقفك اعتراضهم، ونظير هذا قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=79فتوكل على الله إنك على الحق المبين . مع أن في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67إنك لعلى هدى مستقيم إرشاد لأجوبة المعترضين على جزئيات الشرع، بالعقل الصحيح؛ فإن الهدى وصف لكل ما جاء به الرسول، والهدى ما تحصل به الهداية من مسائل الأصول والفروع، وهي المسائل التي يعرف حسنها وعدلها وحكمتها بالعقل والفطرة السليمة، وهذا يعرف بتدبر تفاصيل المأمورات والمنهيات.
(68 -69) ولهذا أمره الله بالعدول عن جدالهم في هذه الحالة، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون ؛ أي: هو عالم بمقاصدكم ونياتكم، فمجازيكم عليها في يوم القيامة الذي يحكم الله بينكم
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69فيما كنتم فيه تختلفون ، فمن وافق الصراط المستقيم فهو من أهل النعيم، ومن زاغ عنه فهو من أهل الجحيم.
[ ص: 1116 ] (70) ومن تمام حكمه أن يكون حكما بعلم، فلذلك ذكر إحاطة علمه وإحاطة كتابه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض لا يخفى عليه منها خافية، من ظواهر الأمور وبواطنها، خفيها وجليها، متقدمها ومتأخرها، أن ذلك العلم المحيط بما في السماء والأرض قد أثبته الله في كتاب، وهو اللوح المحفوظ، حين خلق الله القلم، قال له: "اكتب! قال: ما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة".
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70إن ذلك على الله يسير وإن كان تصوره عندكم لا يحاط به، فالله تعالى يسير عليه أن يحيط علما بجميع الأشياء، وأن يكتب ذلك في كتاب مطابق للواقع.
nindex.php?page=treesubj&link=30614_32028_34172_34189_34513_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_31788_32024_34091_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30362_30614_34089_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30356_30497_33679_34091_28993nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
(67) يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ جَعَلَ لِكُلِّ أُمَّةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67مَنْسَكًا ؛ أَيْ: مَعْبَدًا وَعِبَادَةً، قَدْ تَخْتَلِفُ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ، مَعَ اتِّفَاقِهَا عَلَى الْعَدْلِ وَالْحِكْمَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لِكُلٍّ [ ص: 1115 ] جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ الْآيَةَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67هُمْ نَاسِكُوهُ ؛ أَيْ: عَامِلُونَ عَلَيْهِ، بِحَسَبِ أَحْوَالِهِمْ، فَلَا اعْتِرَاضَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الشَّرَائِعِ، خُصُوصًا مِنَ الْأُمِّيِّينَ، أَهْلِ الشِّرْكِ وَالْجَهْلِ الْمُبِينِ، فَإِنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=30172إِذَا ثَبَتَتْ رِسَالَةُ الرَّسُولِ بِأَدِلَّتِهَا وَجَبَ أَنْ يُتَلَقَّى جَمِيعُ مَا جَاءَ بِهِ بِالْقَبُولِ وَالتَّسْلِيمِ وَتَرْكِ الِاعْتِرَاضِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ ؛ أَيْ: لَا يُنَازِعُكَ الْمُكَذِّبُونَ لَكَ، وَيَعْتَرِضُونَ عَلَى بَعْضِ مَا جِئْتَهُمْ بِهِ، بِعُقُولِهِمُ الْفَاسِدَةِ، مِثْلَ مُنَازَعَتِهِمْ فِي حِلِّ الْمَيْتَةِ بِقِيَاسِهِمُ الْفَاسِدِ، يَقُولُونَ: "تَأْكُلُونَ مَا قَتَلْتُمْ، وَلَا تَأْكُلُونَ مَا قَتَلَ اللَّهُ" وَكَقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنِ اعْتِرَاضَاتِهِمُ الَّتِي لَا يَلْزَمُ الْجَوَابُ عَنْ أَعْيَانِهَا، وَهُمْ مُنْكِرُونَ لِأَصْلِ الرِّسَالَةِ، وَلَيْسَ فِيهَا مُجَادَلَةٌ وَمُحَاجَّةٌ بِانْفِرَادِهَا، بَلْ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ، فَصَاحِبُ هَذَا الِاعْتِرَاضِ الْمُنْكِرُ لِرِسَالَةِ الرَّسُولِ إِذَا زَعَمَ أَنَّهُ يُجَادِلُ لِيَسْتَرْشِدَ، يُقَالُ لَهُ: الْكَلَامُ مَعَكَ فِي إِثْبَاتِ الرِّسَالَةِ وَعَدَمِهَا، وَإِلَّا فَالِاقْتِصَارُ عَلَى هَذِهِ دَلِيلٌ أَنَّ مَقْصُودَهُ التَّعَنُّتُ وَالتَّعْجِيزُ، وَلِهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=20077_32028أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَيَمْضِي عَلَى ذَلِكَ، سَوَاءٌ اعْتَرَضَ الْمُعْتَرِضُونَ أَمْ لَا، وَأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُثْنِيَكَ عَنِ الدَّعْوَةِ شَيْءٌ؛ لِأَنَّكَ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67هُدًى مُسْتَقِيمٍ ؛ أَيْ: مُعْتَدِلٍ مُوصِلٍ لِلْمَقْصُودِ، مُتَضَمِّنٍ عِلْمَ الْحَقِّ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَأَنْتَ عَلَى ثِقَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، وَيَقِينٍ مِنْ دِينِكَ، فَيُوجِبُ ذَلِكَ لَكَ الصَّلَابَةَ وَالْمُضِيَّ لِمَا أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ، وَلَسْتَ عَلَى أَمْرٍ مَشْكُوكٍ فِيهِ، أَوْ حَدِيثٍ مُفْتَرَى، فَتَقِفُ مَعَ النَّاسِ وَمَعَ أَهْوَائِهِمْ وَآرَائِهِمْ، وَيُوقِفُكَ اعْتِرَاضُهُمْ، وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=79فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ . مَعَ أَنَّ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=67إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ إِرْشَادٌ لِأَجْوِبَةِ الْمُعْتَرِضِينَ عَلَى جُزْئِيَّاتِ الشَّرْعِ، بِالْعَقْلِ الصَّحِيحِ؛ فَإِنَّ الْهُدَى وَصْفٌ لِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، وَالْهُدَى مَا تَحْصُلُ بِهِ الْهِدَايَةُ مِنْ مَسَائِلِ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ، وَهِيَ الْمَسَائِلُ الَّتِي يُعْرَفُ حُسْنُهَا وَعَدْلُهَا وَحِكْمَتُهَا بِالْعَقْلِ وَالْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ، وَهَذَا يُعْرَفُ بِتَدَبُّرِ تَفَاصِيلِ الْمَأْمُورَاتِ وَالْمَنْهِيَّاتِ.
(68 -69) وَلِهَذَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِالْعُدُولِ عَنْ جِدَالِهِمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ؛ أَيْ: هُوَ عَالِمٌ بِمَقَاصِدِكُمْ وَنِيَّاتِكُمْ، فَمُجَازِيكُمْ عَلَيْهَا فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ الَّذِي يَحْكُمُ اللَّهُ بَيْنَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=69فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ، فَمَنْ وَافَقَ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّعِيمِ، وَمَنْ زَاغَ عَنْهُ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَحِيمِ.
[ ص: 1116 ] (70) وَمِنْ تَمَامِ حُكْمِهِ أَنْ يَكُونَ حُكْمًا بِعِلْمٍ، فَلِذَلِكَ ذَكَرَ إِحَاطَةَ عِلْمِهِ وَإِحَاطَةَ كِتَابِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا خَافِيَةٌ، مِنْ ظَوَاهِرِ الْأُمُورِ وَبَوَاطِنِهَا، خَفِيِّهَا وَجَلِيِّهَا، مُتَقَدِّمِهَا وَمُتَأَخِّرِهَا، أَنَّ ذَلِكَ الْعِلْمَ الْمُحِيطَ بِمَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَدْ أَثْبَتَهُ اللَّهُ فِي كِتَابٍ، وَهُوَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ، حِينَ خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، قَالَ لَهُ: "اكْتُبْ! قَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=70إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ وَإِنْ كَانَ تَصَوُّرُهُ عِنْدَكُمْ لَا يُحَاطُ بِهِ، فَاللَّهُ تَعَالَى يَسِيرٌ عَلَيْهِ أَنْ يُحِيطَ عِلْمًا بِجَمِيعِ الْأَشْيَاءِ، وَأَنْ يَكْتُبَ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ مُطَابِقٍ لِلْوَاقِعِ.