nindex.php?page=treesubj&link=28723_31791_34091_34383_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم nindex.php?page=treesubj&link=28639_30489_34189_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون nindex.php?page=treesubj&link=29786_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون nindex.php?page=treesubj&link=30532_30550_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فذرهم في غمرتهم حتى حين nindex.php?page=treesubj&link=30196_30550_32944_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين nindex.php?page=treesubj&link=30196_30550_32944_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون
(51) هذا أمر منه تعالى لرسله بأكل الطيبات، التي هي الرزق الطيب الحلال، والشكر لله بالعمل الصالح، الذي به يصلح القلب والبدن والدنيا والآخرة. ويخبرهم أنه بما يعملون عليم، فكل عمل عملوه وكل سعي اكتسبوه فإن الله يعلمه، وسيجازيهم عليه أتم الجزاء وأفضله، فدل هذا على أن الرسل كلهم متفقون على إباحة الطيبات من المآكل وتحريم الخبائث منها، وأنهم متفقون على كل عمل صالح وإن تنوعت بعض أجناس المأمورات، واختلفت بها الشرائع، فإنها كلها عمل صالح، ولكن تتفاوت بتفاوت الأزمنة؛ ولهذا،
nindex.php?page=treesubj&link=34056الأعمال الصالحة التي هي صلاح في جميع الأزمنة قد اتفقت عليها الأنبياء والشرائع، كالأمر بتوحيد الله، وإخلاص الدين له، ومحبته، وخوفه، ورجائه، والبر، والصدق، والوفاء بالعهد،
[ ص: 1134 ] وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والإحسان إلى الضعفاء والمساكين واليتامى، والحنو والإحسان إلى الخلق، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة، ولهذا كان أهل العلم والكتب السابقة والعقل حين بعث الله
محمدا - صلى الله عليه وسلم - يستدلون على نبوته بأجناس ما يأمر به وينهى عنه، كما جرى
لهرقل وغيره، فإنه إذا أمر بما أمر به الأنبياء الذين من قبله ونهى عما نهوا عنه دل على أنه من جنسهم، بخلاف الكذاب فلا بد أن يأمر بالشر وينهى عن الخير.
(52) ولهذا قال تعالى للرسل:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وإن هذه أمتكم أمة ؛ أي: جماعتكم - يا معشر الرسل- جماعة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52واحدة متفقة على دين واحد، وربكم واحد،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52فاتقون بامتثال أوامري، واجتناب زواجري. وقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين؛ لأنهم بهم يقتدون، وخلفهم يسلكون، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون فالواجب على كل المنتسبين إلى الأنبياء وغيرهم أن يمتثلوا هذا، ويعملوا به. (53) ولكن أبى الظالمون المفترقون إلا عصيانا، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا ؛ أي: تقطع المنتسبون إلى أتباع الأنبياء
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53أمرهم ؛ أي: دينهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53بينهم زبرا ؛ أي: قطعا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53كل حزب بما لديهم ؛ أي: بما عندهم من العلم والدين
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فرحون يزعمون أنهم المحقون، وغيرهم على غير الحق، مع أن المحق منهم من كان على طريق الرسل، من أكل الطيبات والعمل الصالح، وما عداهم فإنهم مبطلون.
(54)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فذرهم في غمرتهم ؛ أي: في وسط جهلهم بالحق، ودعواهم أنهم هم المحقون.
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54حتى حين ؛ أي: إلى أن ينزل العذاب بهم، فإنهم لا ينفع فيهم وعظ، ولا يفيدهم زجر، فكيف يفيد من يزعم أنه على الحق، ويطمع في دعوة غيره إلى ما هو عليه؟!
(55 -56
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نسارع لهم في الخيرات ؛ أي: أيظنون أن زيادتنا إياهم بالأموال والأولاد دليل على أنهم من أهل الخير والسعادة، وأن لهم خير الدنيا والآخرة؟ وهذا مقدم لهم، ليس الأمر
[ ص: 1135 ] كذلك؛
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56بل لا يشعرون أنما نملي لهم ونمهلهم ونمدهم بالنعم ليزدادوا إثما، وليتوفر عقابهم في الآخرة، وليغتبطوا بما أوتوا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=44حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة .
nindex.php?page=treesubj&link=28723_31791_34091_34383_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=28639_30489_34189_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ nindex.php?page=treesubj&link=29786_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30550_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ nindex.php?page=treesubj&link=30196_30550_32944_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=30196_30550_32944_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ
(51) هَذَا أَمْرٌ مِنْهُ تَعَالَى لِرُسُلِهِ بِأَكْلِ الطَّيِّبَاتِ، الَّتِي هِيَ الرِّزْقُ الطَّيِّبُ الْحَلَالُ، وَالشُّكْرِ لِلَّهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ، الَّذِي بِهِ يَصْلُحُ الْقَلْبُ وَالْبَدَنُ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ. وَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ عَلِيمٌ، فَكُلُّ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَكُلُّ سَعْيٍ اكْتَسَبُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ، وَسَيُجَازِيهِمْ عَلَيْهِ أَتَمَّ الْجَزَاءِ وَأَفْضَلَهُ، فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ الرُّسُلَ كُلَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى إِبَاحَةِ الطَّيِّبَاتِ مِنَ الْمَآكِلِ وَتَحْرِيمِ الْخَبَائِثِ مِنْهَا، وَأَنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ وَإِنْ تَنَوَّعَتْ بَعْضُ أَجْنَاسِ الْمَأْمُورَاتِ، وَاخْتَلَفَتْ بِهَا الشَّرَائِعُ، فَإِنَّهَا كُلَّهَا عَمَلٌ صَالِحٌ، وَلَكِنْ تَتَفَاوَتُ بِتَفَاوُتِ الْأَزْمِنَةِ؛ وَلِهَذَا،
nindex.php?page=treesubj&link=34056الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ الَّتِي هِيَ صَلَاحٌ فِي جَمِيعِ الْأَزْمِنَةِ قَدِ اتَّفَقَتْ عَلَيْهَا الْأَنْبِيَاءُ وَالشَّرَائِعُ، كَالْأَمْرِ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ، وَإِخْلَاصِ الدِّينِ لَهُ، وَمَحَبَّتِهِ، وَخَوْفِهِ، وَرَجَائِهِ، وَالْبِرِّ، وَالصِّدْقِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ،
[ ص: 1134 ] وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى الضُّعَفَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْيَتَامَى، وَالْحُنُوِّ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْخَلْقِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَلِهَذَا كَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْكُتُبِ السَّابِقَةِ وَالْعَقْلِ حِينَ بَعَثَ اللَّهُ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَدِلُّونَ عَلَى نُبُوَّتِهِ بِأَجْنَاسٍ مَا يَأْمُرُ بِهِ وَيَنْهَى عَنْهُ، كَمَا جَرَى
لِهِرَقْلَ وَغَيْرِهِ، فَإِنَّهُ إِذَا أَمَرَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِ وَنَهَى عَمَّا نَهَوْا عَنْهُ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ مِنْ جِنْسِهِمْ، بِخِلَافِ الْكَذَّابِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَأْمُرَ بِالشَّرِّ وَيَنْهَى عَنِ الْخَيْرِ.
(52) وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى لِلرُّسُلِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً ؛ أَيْ: جَمَاعَتُكُمْ - يَا مَعْشَرَ الرُّسُلِ- جَمَاعَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وَاحِدَةً مُتَّفِقَةً عَلَى دِينٍ وَاحِدٍ، وَرَبُّكُمْ وَاحِدٌ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52فَاتَّقُونِ بِامْتِثَالِ أَوَامِرِي، وَاجْتِنَابِ زَوَاجِرِي. وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ؛ لِأَنَّهُمْ بِهِمْ يَقْتَدُونَ، وَخَلْفَهُمْ يَسْلُكُونَ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فَالْوَاجِبُ عَلَى كُلِّ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ أَنْ يَمْتَثِلُوا هَذَا، وَيَعْمَلُوا بِهِ. (53) وَلَكِنْ أَبَى الظَّالِمُونَ الْمُفْتَرِقُونَ إِلَّا عِصْيَانًا، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ؛ أَيْ: تَقَطَّعَ الْمُنْتَسِبُونَ إِلَى أَتْبَاعِ الْأَنْبِيَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53أَمْرَهُمْ ؛ أَيْ: دِينَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53بَيْنَهُمْ زُبُرًا ؛ أَيْ: قِطَعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ ؛ أَيْ: بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَالدِّينِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فَرِحُونَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمُ الْمُحِقُّونَ، وَغَيْرُهُمْ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ، مَعَ أَنَّ الْمُحِقَّ مِنْهُمْ مَنْ كَانَ عَلَى طَرِيقِ الرُّسُلِ، مَنْ أَكْلِ الطَّيِّبَاتِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَمَا عَدَاهُمْ فَإِنَّهُمْ مُبْطِلُونَ.
(54)
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ ؛ أَيْ: فِي وَسَطِ جَهْلِهِمْ بِالْحَقِّ، وَدَعْوَاهُمْ أَنَّهُمْ هُمُ الْمُحِقُّونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54حَتَّى حِينٍ ؛ أَيْ: إِلَى أَنْ يَنْزِلَ الْعَذَابُ بِهِمْ، فَإِنَّهُمْ لَا يَنْفَعُ فِيهِمْ وَعْظٌ، وَلَا يُفِيدُهُمْ زَجْرٌ، فَكَيْفَ يُفِيدُ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ، وَيَطْمَعُ فِي دَعْوَةِ غَيْرِهِ إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ؟!
(55 -56
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ؛ أَيْ: أَيَظُنُّونَ أَنَّ زِيَادَتَنَا إِيَّاهُمْ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ مَنْ أَهْلِ الْخَيْرِ وَالسَّعَادَةِ، وَأَنَّ لَهُمْ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ وَهَذَا مُقَدَّمٌ لَهُمْ، لَيْسَ الْأَمْرُ
[ ص: 1135 ] كَذَلِكَ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56بَلْ لا يَشْعُرُونَ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ وَنُمْهِلُهُمْ وَنَمُدُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا، وَلِيَتَوَفَّرَ عِقَابُهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَلِيَغْتَبِطُوا بِمَا أُوتُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=44حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً .