nindex.php?page=treesubj&link=28328_28723_29694_30364_30497_34115_34116_34216_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم nindex.php?page=treesubj&link=19474_29680_30483_30502_34290_34478_7856_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون nindex.php?page=treesubj&link=28723_30549_34091_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم nindex.php?page=treesubj&link=29711_34216_34274_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين nindex.php?page=treesubj&link=28723_29692_34091_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون
يخبر تعالى عن مقالة الأعراب، الذين دخلوا في الإسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخولا من غير بصيرة، ولا قيام بما يجب ويقتضيه الإيمان، أنهم ادعوا مع هذا وقالوا: آمنا أي: إيمانا كاملا مستوفيا لجميع أموره هذا موجب هذا الكلام، فأمر الله رسوله، أن يرد عليهم، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قل لم تؤمنوا أي: لا تدعوا لأنفسكم مقام الإيمان، ظاهرا، وباطنا، كاملا.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولكن قولوا أسلمنا أي: دخلنا في الإسلام، واقتصروا على ذلك.
( و ) السبب في ذلك، أنه " لما يدخل الإيمان في قلوبكم " وإنما آمنتم خوفا، أو رجاء، أو نحو ذلك، مما هو السبب في إيمانكم، فلذلك لم تدخل بشاشة الإيمان في قلوبكم، وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولما يدخل الإيمان في قلوبكم أي: وقت هذا الكلام، الذي صدر منكم فكان فيه إشارة إلى أحوالهم بعد ذلك، فإن كثيرا منهم، من الله عليهم بالإيمان الحقيقي، والجهاد في سبيل الله،
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وإن تطيعوا الله ورسوله بفعل خير، أو ترك شر
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لا يلتكم من أعمالكم شيئا أي: لا ينقصكم منها، مثقال ذرة، بل يوفيكم إياها، أكمل ما تكون لا تفقدون منها، صغيرا، ولا كبيرا،
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14إن الله غفور رحيم أي: غفور لمن تاب إليه وأناب، رحيم به، حيث قبل توبته.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون أي: على الحقيقة
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أي: من جمعوا بين الإيمان والجهاد في سبيله، فإن من جاهد الكفار، دل ذلك، على الإيمان التام في القلب، لأن من جاهد غيره على الإسلام، والقيام بشرائعه، فجهاده لنفسه على ذلك، من باب أولى وأحرى؛ ولأن من لم يقو على الجهاد، فإن ذلك، دليل على ضعف إيمانه، وشرط تعالى في الإيمان عدم الريب، وهو الشك، لأن الإيمان النافع هو الجزم اليقيني، بما
[ ص: 1695 ] أمر الله بالإيمان به، الذي لا يعتريه شك، بوجه من الوجوه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15أولئك هم الصادقون أي: الذين صدقوا إيمانهم بأعمالهم الجميلة، فإن الصدق، دعوى كبيرة في كل شيء يدعى يحتاج صاحبه إلى حجة وبرهان، وأعظم ذلك، دعوى الإيمان، الذي هو مدار السعادة، والفوز الأبدي، والفلاح السرمدي، فمن ادعاه، وقام بواجباته، ولوازمه، فهو الصادق المؤمن حقا، ومن لم يكن كذلك، علم أنه ليس بصادق في دعواه، وليس لدعواه فائدة، فإن الإيمان في القلب لا يطلع عليه إلا الله تعالى.
فإثباته ونفيه، من باب تعليم الله بما في القلب، وهذا سوء أدب، وظن بالله، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم وهذا شامل للأشياء كلها، التي من جملتها، ما في القلوب من الإيمان والكفران، والبر والفجور، فإنه تعالى، يعلم ذلك كله، ويجازي عليه، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
هذه حالة من أحوال من ادعى لنفسه الإيمان، وليس به، فإنه إما أن يكون ذلك تعليما لله، وقد علم أنه عالم بكل شيء، وإما أن يكون قصدهم بهذا الكلام، المنة على رسوله، وأنهم قد بذلوا له وتبرعوا بما ليس من مصالحهم، بل هو من حظوظه الدنيوية، وهذا تجمل بما لا يجمل، وفخر بما لا ينبغي لهم أن يفتخروا على رسوله به فإن المنة لله تعالى عليهم، فكما أنه تعالى يمن عليهم، بالخلق والرزق، والنعم الظاهرة والباطنة، فمنته عليهم بهدايتهم إلى الإسلام، ومنته عليهم بالإيمان، أعظم من كل شيء، ولهذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إن الله يعلم غيب السماوات والأرض أي: الأمور الخفية فيهما، التي تخفى على الخلق، كالذي في لجج البحار، ومهامه القفار، وما جنه الليل أو واراه النهار، يعلم قطرات الأمطار، وحبات الرمال، ومكنونات الصدور، وخبايا الأمور.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18والله بصير بما تعملون يحصي عليكم أعمالكم، ويوفيكم إياها، ويجازيكم عليها بما تقتضيه رحمته الواسعة، وحكمته البالغة.
تم تفسير سورة الحجرات
بعون الله ومنه وجوده وكرمه،
فلك اللهم من الحمد أكمله وأتمه،
ومن الجود أفضله وأعمه .
nindex.php?page=treesubj&link=28328_28723_29694_30364_30497_34115_34116_34216_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=19474_29680_30483_30502_34290_34478_7856_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30549_34091_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=29711_34216_34274_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_29692_34091_29020nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ مَقَالَةِ الْأَعْرَابِ، الَّذِينَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دُخُولًا مِنْ غَيْرِ بَصِيرَةٍ، وَلَا قِيَامٍ بِمَا يَجِبُ وَيَقْتَضِيهِ الْإِيمَانُ، أَنَّهُمُ ادَّعَوْا مَعَ هَذَا وَقَالُوا: آمَنَّا أَيْ: إِيمَانًا كَامِلًا مُسْتَوْفِيًا لِجَمِيعِ أُمُورِهِ هَذَا مُوجِبٌ هَذَا الْكَلَامَ، فَأَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ، أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَيْ: لَا تَدَّعُوا لِأَنْفُسِكُمْ مَقَامَ الْإِيمَانِ، ظَاهِرًا، وَبَاطِنًا، كَامِلًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا أَيْ: دَخَلْنَا فِي الْإِسْلَامِ، وَاقْتَصِرُوا عَلَى ذَلِكَ.
( وَ ) السَّبَبُ فِي ذَلِكَ، أَنَّهُ " لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ " وَإِنَّمَا آمَنْتُمْ خَوْفًا، أَوْ رَجَاءً، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، مِمَّا هُوَ السَّبَبُ فِي إِيمَانِكُمْ، فَلِذَلِكَ لَمْ تَدَخُّلْ بَشَاشَةُ الْإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ أَيْ: وَقْتَ هَذَا الْكَلَامِ، الَّذِي صَدَرَ مِنْكُمْ فَكَانَ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَحْوَالِهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ، مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالْإِيمَانِ الْحَقِيقِيِّ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ بِفِعْلِ خَيْرٍ، أَوْ تَرْكِ شَرٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا أَيْ: لَا يَنْقُصُكُمْ مِنْهَا، مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، بَلْ يُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، أَكْمَلَ مَا تَكُونُ لَا تَفْقِدُونَ مِنْهَا، صَغِيرًا، وَلَا كَبِيرًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أَيْ: غَفُورٌ لِمَنْ تَابَ إِلَيْهِ وَأَنَابَ، رَحِيمٌ بِهِ، حَيْثُ قَبَلَ تَوْبَتَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ أَيْ: عَلَى الْحَقِيقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَيْ: مَنْ جَمَعُوا بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ، فَإِنَّ مَنْ جَاهَدَ الْكُفَّارَ، دَلَّ ذَلِكَ، عَلَى الْإِيمَانِ التَّامِّ فِي الْقَلْبِ، لِأَنَّ مَنْ جَاهَدَ غَيْرَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَالْقِيَامِ بِشَرَائِعِهِ، فَجِهَادُهُ لِنَفْسِهِ عَلَى ذَلِكَ، مِنْ بَابِ أَوْلَى وَأَحْرَى؛ وَلِأَنَّ مَنْ لَمْ يَقْوَ عَلَى الْجِهَادِ، فَإِنَّ ذَلِكَ، دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ إِيمَانِهِ، وَشَرَطَ تَعَالَى فِي الْإِيمَانِ عَدَمَ الرَّيْبِ، وَهُوَ الشَّكُّ، لِأَنَّ الْإِيمَانَ النَّافِعَ هُوَ الْجَزْمُ الْيَقِينِيُّ، بِمَا
[ ص: 1695 ] أَمَرَ اللَّهُ بِالْإِيمَانِ بِهِ، الَّذِي لَا يَعْتَرِيهِ شَكٌّ، بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ أَيِ: الَّذِينَ صَدَقُوا إِيمَانَهُمْ بِأَعْمَالِهِمِ الْجَمِيلَةِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ، دَعْوَى كَبِيرَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُدْعَى يَحْتَاجُ صَاحِبُهُ إِلَى حُجَّةٍ وَبُرْهَانٍ، وَأَعْظَمُ ذَلِكَ، دَعْوَى الْإِيمَانِ، الَّذِي هُوَ مَدَارُ السَّعَادَةِ، وَالْفَوْزُ الْأَبَدِيُّ، وَالْفَلَاحُ السَّرْمَدِيُّ، فَمَنِ ادَّعَاهُ، وَقَامَ بِوَاجِبَاتِهِ، وَلَوَازِمِهِ، فَهُوَ الصَّادِقُ الْمُؤْمِنُ حَقًّا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، عَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِصَادِقٍ فِي دَعْوَاهُ، وَلَيْسَ لِدَعْوَاهُ فَائِدَةٌ، فَإِنَّ الْإِيمَانَ فِي الْقَلْبِ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
فَإِثْبَاتُهُ وَنَفْيُهُ، مِنْ بَابِ تَعْلِيمِ اللَّهِ بِمَا فِي الْقَلْبِ، وَهَذَا سُوءُ أَدَبٍ، وَظَنٍّ بِاللَّهِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَهَذَا شَامِلٌ لِلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا، مَا فِي الْقُلُوبِ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرَانِ، وَالْبِرِّ وَالْفُجُورِ، فَإِنَّهُ تَعَالَى، يَعْلَمُ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَيُجَازِي عَلَيْهِ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ.
هَذِهِ حَالَةٌ مِنْ أَحْوَالِ مَنِ ادَّعَى لِنَفْسِهِ الْإِيمَانَ، وَلَيْسَ بِهِ، فَإِنَّهُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ تَعْلِيمًا لِلَّهِ، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَصْدُهُمْ بِهَذَا الْكَلَامِ، الْمِنَّةَ عَلَى رَسُولِهِ، وَأَنَّهُمْ قَدْ بَذَلُوا لَهُ وَتَبَرَّعُوا بِمَا لَيْسَ مِنْ مَصَالِحِهِمْ، بَلْ هُوَ مِنْ حُظُوظِهِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَهَذَا تَجَمُّلٌ بِمَا لَا يَجْمُلُ، وَفَخْرٌ بِمَا لَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَفْتَخِرُوا عَلَى رَسُولِهِ بِهِ فَإِنَّ الْمِنَّةَ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، فَكَمَا أَنَّهُ تَعَالَى يَمُنُّ عَلَيْهِمْ، بِالْخَلْقِ وَالرِّزْقِ، وَالنِّعَمِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، فَمِنَّتُهُ عَلَيْهِمْ بِهِدَايَتِهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَمِنَّتُهُ عَلَيْهِمْ بِالْإِيمَانِ، أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَيِ: الْأُمُورُ الْخَفِيَّةُ فِيهِمَا، الَّتِي تَخْفَى عَلَى الْخَلْقِ، كَالَّذِي فِي لُجَجِ الْبِحَارِ، وَمَهَامِهِ الْقِفَارِ، وَمَا جَنَّهُ اللَّيْلُ أَوْ وَارَاهُ النَّهَارُ، يَعْلَمُ قَطَرَاتِ الْأَمْطَارِ، وَحَبَّاتِ الرِّمَالِ، وَمَكْنُونَاتِ الصُّدُورِ، وَخَبَايَا الْأُمُورِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ يُحْصِي عَلَيْكُمْ أَعْمَالَكُمْ، وَيُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، وَيُجَازِيكُمْ عَلَيْهَا بِمَا تَقْتَضِيهِ رَحْمَتُهُ الْوَاسِعَةُ، وَحِكْمَتُهُ الْبَالِغَةُ.
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْحُجُرَاتِ
بِعَوْنِ اللَّهِ وَمَنِّهِ وُجُودِهِ وَكَرَمِهِ،
فَلَكَ اللَّهُمَّ مَنِ الْحَمْدِ أَكْمَلُهُ وَأَتَمُّهُ،
وَمِنَ الْجُودِ أَفْضَلُهُ وَأَعَمُّهُ .