وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون
المراد بأصحاب الشمال هم: أصحاب النار، والأعمال المشئومة.
فذكر الله لهم من العقاب، ما هم حقيقون به، فأخبر أنهم في سموم أي: ريح حارة من حر نار جهنم، تأخذ بأنفاسهم، وتقلقهم أشد القلق، وحميم أي: ماء حار يقطع أمعاءهم.
وظل من يحموم أي: لهب نار، يختلط بدخان لا بارد ولا كريم أي: لا برد فيه ولا كرم، والمقصود أن هناك الهم والغم، والحزن والشر، الذي لا خير فيه، لأن نفي الضد إثبات لضده.
ثم ذكر أعمالهم التي أوصلتهم إلى هذا الجزاء فقال: إنهم كانوا قبل ذلك مترفين أي: قد ألهتهم دنياهم، وعملوا لها، وتنعموا وتمتعوا بها، فألهاهم الأمل عن إحسان العمل، فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه.
وكانوا يصرون على الحنث العظيم أي: وكانوا يفعلون الذنوب الكبار ولا يتوبون منها، ولا يندمون عليها، بل يصرون على ما يسخط مولاهم، فقدموا عليه بأوزار كثيرة غير مغفورة .
وكانوا ينكرون البعث، فيقولون استبعادا لوقوعه: أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون أي: كيف نبعث بعد موتنا وقد بلينا، فكنا ترابا وعظاما؟ هذا من المحال أإنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون قال تعالى في جوابهم: