nindex.php?page=treesubj&link=23465_29680_30495_34135_34141_34290_34358_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير nindex.php?page=treesubj&link=30549_30649_34189_34513_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=8وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين nindex.php?page=treesubj&link=28723_28902_34274_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم nindex.php?page=treesubj&link=23465_28723_29680_29687_30384_30483_30495_30502_31106_31107_34290_34478_34479_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير nindex.php?page=treesubj&link=28270_28902_30495_34137_34141_34290_34508_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=11من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم
يأمر تعالى عباده بالإيمان به وبرسوله وبما جاء به، وبالنفقة في سبيله، من الأموال التي جعلها الله في أيديهم واستخلفهم عليها، لينظر كيف يعملون، ثم لما أمرهم بذلك، رغبهم وحثهم عليه بذكر ما رتب عليه من الثواب، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7فالذين آمنوا منكم وأنفقوا أي: جمعوا بين الإيمان بالله ورسوله،
[ ص: 1776 ] والنفقة في سبيله، لهم أجر كبير، أعظمه وأجله رضا ربهم، والفوز بدار كرامته، وما فيها من النعيم المقيم، الذي أعده الله للمؤمنين والمجاهدين، ثم ذكر السبب الداعي لهم إلى الإيمان، وعدم المانع منه، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=8وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين أي: وما الذي يمنعكم من الإيمان، والحال أن الرسول
محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل وأكرم داع دعا إلى الله يدعوكم، فهذا مما يوجب المبادرة إلى إجابة دعوته، والتلبية والإجابة للحق الذي جاء به، وقد أخذ عليكم العهد والميثاق بالإيمان إن كنتم مؤمنين، ومع ذلك، من لطفه وعنايته بكم، أنه لم يكتف بمجرد دعوة الرسول الذي هو أشرف العالم، بل أيده بالمعجزات، ودلكم على صدق ما جاء به بالآيات البينات، فلهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9هو الذي ينزل على عبده آيات بينات أي: ظاهرات تدل أهل العقول على صحة جميع ما جاء به وأنه الحق اليقين،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9ليخرجكم بإرسال الرسول إليكم، وما أنزله الله على يده من الكتاب والحكمة.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9من الظلمات إلى النور أي: من ظلمات الجهل والكفر، إلى نور العلم والإيمان، وهذا من رحمته بكم ورأفته، حيث كان أرحم بعباده من الوالدة بولدها
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9وإن الله بكم لرءوف رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض .
أي: وما الذي يمنعكم من النفقة في سبيل الله، وهي طرق الخير كلها، ويوجب لكم أن تبخلوا، ( و ) الحال أنه ليس لكم شيء، بل " لله ميراث السماوات والأرض " فجميع الأموال ستنتقل من أيديكم أو تنقلون عنها، ثم يعود الملك إلى مالكه تبارك وتعالى، فاغتنموا الإنفاق ما دامت الأموال في أيديكم، وانتهزوا الفرصة، ثم ذكر تعالى تفاضل الأعمال بحسب الأحوال والحكمة الإلهية، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا المراد بالفتح هنا هو فتح
الحديبية، حين جرى من الصلح بين
[ ص: 1777 ] الرسول وبين
قريش مما هو أعظم الفتوحات التي حصل بها نشر الإسلام، واختلاط المسلمين بالكافرين، والدعوة إلى الدين من غير معارض، فدخل الناس من ذلك الوقت في دين الله أفواجا، واعتز الإسلام عزا عظيما، وكان المسلمون قبل هذا الفتح لا يقدرون على الدعوة إلى الدين في غير البقعة التي أسلم أهلها،
كالمدينة وتوابعها، وكان من أسلم من أهل
مكة وغيرها من ديار المشركين يؤذى ويخاف، فلذلك كان من أسلم قبل الفتح وأنفق وقاتل، أعظم درجة وأجرا وثوابا ممن لم يسلم ويقاتل وينفق إلا بعد ذلك، كما هو مقتضى الحكمة، ولهذا كان السابقون وفضلاء الصحابة، غالبهم أسلم قبل الفتح، ولما كان التفضيل بين الأمور قد يتوهم منه نقص وقدح في المفضول، احترز تعالى من هذا بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10وكلا وعد الله الحسنى أي: الذين أسلموا وقاتلوا وأنفقوا من قبل الفتح وبعده، كلهم وعده الله الجنة، وهذا يدل على
nindex.php?page=treesubj&link=28811فضل الصحابة كلهم ، رضي الله عنهم، حيث شهد الله لهم بالإيمان، ووعدهم الجنة،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10والله بما تعملون خبير فيجازي كلا منكم على ما يعلمه من عمله، ثم
nindex.php?page=treesubj&link=33401_3240حث على النفقة في سبيله، لأن الجهاد متوقف على النفقة فيه، وبذل الأموال في التجهز له، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=11من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا وهي
nindex.php?page=treesubj&link=19696_30495النفقة الطيبة التي تكون خالصة لوجه الله، موافقة لمرضاة الله، من مال حلال طيب، طيبة به نفسه، وهذا من كرم الله تعالى حيث سماه قرضا، والمال ماله، والعبيد عبده، ووعد بالمضاعفة عليه أضعافا كثيرة، وهو الكريم الوهاب، وتلك المضاعفة محلها وموضعها يوم القيامة، يوم كل يتبين فقره، ويحتاج إلى أقل شيء من الجزاء الحسن، ولذلك قال:
nindex.php?page=treesubj&link=23465_29680_30495_34135_34141_34290_34358_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ nindex.php?page=treesubj&link=30549_30649_34189_34513_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=8وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_28902_34274_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=23465_28723_29680_29687_30384_30483_30495_30502_31106_31107_34290_34478_34479_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10وَمَا لَكُمْ أَلا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=treesubj&link=28270_28902_30495_34137_34141_34290_34508_29028nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=11مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ
يَأْمُرُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِالْإِيمَانِ بِهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ، وَبِالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِهِ، مِنَ الْأَمْوَالِ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ فِي أَيْدِيهِمْ وَاسْتَخْلَفَهُمْ عَلَيْهَا، لِيَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلُونَ، ثُمَّ لَمَّا أَمْرَهُمْ بِذَلِكَ، رَغَّبَهُمْ وَحَثَّهُمْ عَلَيْهِ بِذِكْرِ مَا رَتَّبَ عَلَيْهِ مِنَ الثَّوَابِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=7فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا أَيْ: جَمَعُوا بَيْنَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ،
[ ص: 1776 ] وَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِهِ، لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ، أَعْظَمُهُ وَأَجَلُّهُ رِضَا رَبِّهِمْ، وَالْفَوْزُ بِدَارِ كَرَامَتِهِ، وَمَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ، الَّذِي أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدِينَ، ثُمَّ ذَكَرَ السَّبَبَ الدَّاعِيَ لَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ، وَعَدَمَ الْمَانِعِ مِنْهُ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=8وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أَيْ: وَمَا الَّذِي يَمْنَعُكُمْ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْحَالُ أَنَّ الرَّسُولَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الرُّسُلِ وَأَكْرَمُ دَاعٍ دَعَا إِلَى اللَّهِ يَدْعُوكُمْ، فَهَذَا مِمَّا يُوجِبُ الْمُبَادَرَةَ إِلَى إِجَابَةِ دَعْوَتِهِ، وَالتَّلْبِيَةِ وَالْإِجَابَةِ لِلْحَقِّ الَّذِي جَاءَ بِهِ، وَقَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ بِالْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، وَمَعَ ذَلِكَ، مِنْ لُطْفِهِ وَعِنَايَتِهِ بِكُمْ، أَنَّهُ لَمْ يَكْتَفِ بِمُجَرَّدِ دَعْوَةِ الرَّسُولِ الَّذِي هُوَ أَشْرَفُ الْعَالَمِ، بَلْ أَيَّدَهُ بِالْمُعْجِزَاتِ، وَدَلَّكُمْ عَلَى صِدْقِ مَا جَاءَ بِهِ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ، فَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ أَيْ: ظَاهِرَاتٌ تَدُلُّ أَهْلَ الْعُقُولِ عَلَى صِحَّةِ جَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ وَأَنَّهُ الْحَقُّ الْيَقِينُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9لِيُخْرِجَكُمْ بِإِرْسَالِ الرَّسُولِ إِلَيْكُمْ، وَمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى يَدِهِ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ أَيْ: مِنْ ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ وَالْكُفْرِ، إِلَى نُورِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ، وَهَذَا مِنْ رَحْمَتِهِ بِكُمْ وَرَأْفَتِهِ، حَيْثُ كَانَ أَرْحَمَ بِعِبَادِهِ مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=9وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10وَمَا لَكُمْ أَلا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ .
أَيْ: وَمَا الَّذِي يَمْنَعُكُمْ مِنَ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَهِيَ طُرُقُ الْخَيْرِ كُلُّهَا، وَيُوجِبُ لَكُمْ أَنْ تَبْخَلُوا، ( وَ ) الْحَالُ أَنَّهُ لَيْسَ لَكُمْ شَيْءٌ، بَلْ " لِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " فَجَمِيعُ الْأَمْوَالِ سَتَنْتَقِلُ مِنْ أَيْدِيكُمْ أَوْ تُنْقَلُونَ عَنْهَا، ثُمَّ يَعُودُ الْمُلْكُ إِلَى مَالِكِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَاغْتَنِمُوا الْإِنْفَاقَ مَا دَامَتِ الْأَمْوَالُ فِي أَيْدِيكُمْ، وَانْتَهِزُوا الْفُرْصَةَ، ثُمَّ ذَكَرَ تَعَالَى تَفَاضُلَ الْأَعْمَالِ بِحَسَبِ الْأَحْوَالِ وَالْحِكْمَةِ الْإِلَهِيَّةِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا الْمُرَادُ بِالْفَتْحِ هُنَا هُوَ فَتْحُ
الْحُدَيْبِيَةِ، حِينَ جَرَى مِنَ الصُّلْحِ بَيْنَ
[ ص: 1777 ] الرَّسُولِ وَبَيْنَ
قُرَيْشٍ مِمَّا هُوَ أَعْظَمُ الْفُتُوحَاتِ الَّتِي حَصَلَ بِهَا نَشْرُ الْإِسْلَامِ، وَاخْتِلَاطُ الْمُسْلِمِينَ بِالْكَافِرِينَ، وَالدَّعْوَةُ إِلَى الدِّينِ مِنْ غَيْرِ مُعَارِضٍ، فَدَخَلَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، وَاعْتَزَّ الْإِسْلَامُ عِزًّا عَظِيمًا، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَبْلَ هَذَا الْفَتْحِ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى الدِّينِ فِي غَيْرِ الْبُقْعَةِ الَّتِي أَسْلَمَ أَهْلُهَا،
كَالْمَدِينَةِ وَتَوَابِعِهَا، وَكَانَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ وَغَيْرِهَا مِنْ دِيَارِ الْمُشْرِكِينَ يُؤْذَى وَيُخَافُ، فَلِذَلِكَ كَانَ مَنْ أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ وَأَنْفَقَ وَقَاتَلَ، أَعْظَمُ دَرَجَةً وَأَجْرًا وَثَوَابًا مِمَّنْ لَمْ يُسْلِمْ وَيُقَاتِلْ وَيُنْفِقْ إِلَّا بَعْدَ ذَلِكَ، كَمَا هُوَ مُقْتَضَى الْحِكْمَةِ، وَلِهَذَا كَانَ السَّابِقُونَ وَفُضَلَاءُ الصَّحَابَةِ، غَالِبُهُمْ أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ، وَلَمَّا كَانَ التَّفْضِيلُ بَيْنَ الْأُمُورِ قَدْ يُتَوَهَّمُ مِنْهُ نَقْصٌ وَقَدْحٌ فِي الْمَفْضُولِ، احْتَرَزَ تَعَالَى مِنْ هَذَا بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى أَيِ: الَّذِينَ أَسْلَمُوا وَقَاتَلُوا وَأَنْفَقُوا مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَبَعْدِهِ، كُلُّهُمْ وَعَدَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28811فَضْلِ الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، حَيْثُ شَهِدَ اللَّهُ لَهُمْ بِالْإِيمَانِ، وَوَعَدَهُمُ الْجَنَّةَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَيُجَازِي كُلًّا مِنْكُمْ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ مِنْ عَمَلِهِ، ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=33401_3240حَثَّ عَلَى النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِهِ، لِأَنَّ الْجِهَادَ مُتَوَقِّفٌ عَلَى النَّفَقَةِ فِيهِ، وَبَذْلِ الْأَمْوَالِ فِي التَّجَهُّزِ لَهُ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=11مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=19696_30495النَّفَقَةُ الطَّيِّبَةُ الَّتِي تَكُونُ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللَّهِ، مُوَافِقَةً لِمَرْضَاةِ اللَّهِ، مِنْ مَالٍ حَلَالٍ طَيِّبٍ، طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ، وَهَذَا مِنْ كَرَمِ اللَّهِ تَعَالَى حَيْثُ سَمَّاهُ قَرْضًا، وَالْمَالُ مَالُهُ، وَالْعَبِيدُ عَبْدُهُ، وَوَعَدَ بِالْمُضَاعَفَةِ عَلَيْهِ أَضْعَافًا كَثِيرَةً، وَهُوَ الْكَرِيمُ الْوَهَّابُ، وَتِلْكَ الْمُضَاعَفَةُ مَحَلُّهَا وَمَوْضِعُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَوْمَ كُلٍّ يَتَبَيَّنُ فَقْرُهُ، وَيَحْتَاجُ إِلَى أَقَلِّ شَيْءٍ مِنَ الْجَزَاءِ الْحَسَنِ، وَلِذَلِكَ قَالَ: