nindex.php?page=treesubj&link=18470_19881_28902_29786_30454_32215_32420_32445_34180_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=29706_32421_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين nindex.php?page=treesubj&link=28723_32421_34091_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=7ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين nindex.php?page=treesubj&link=29692_30347_30497_32872_34097_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=8قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
لما ذكر تعالى منته على هذه الأمة، الذين بعث فيهم النبي الأمي، وما خصهم الله به من المزايا والمناقب، التي لا يلحقهم فيها أحد وهم الأمة الأمية الذين فاقوا الأولين والآخرين، حتى أهل الكتاب، الذين يزعمون أنهم العلماء الربانيون والأحبار المتقدمون، ذكر أن الذين حملهم الله التوراة من اليهود وكذا النصارى، وأمرهم أن يتعلموها، ويعملوا بها ، فلم يحملوها ولم يقوموا بما حملوا به، أنهم لا فضيلة لهم، وأن مثلهم كمثل الحمار الذي يحمل فوق ظهره أسفارا من كتب العلم، فهل يستفيد ذلك الحمار من تلك الكتب التي فوق ظهره؟ وهل تلحقه فضيلة بسبب ذلك؟ أم حظه منها حملها فقط؟ فهذا مثل علماء أهل الكتاب الذين لم يعملوا بما في التوراة، الذي من أجله وأعظمه الأمر باتباع
محمد صلى الله عليه وسلم، والبشارة به، والإيمان بما جاء به من القرآن، فهل استفاد من هذا وصفه من التوراة إلا الخيبة والخسران وإقامة الحجة عليه؟ فهذا المثل مطابق لأحوالهم.
بئس مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا الدالة على صدق رسولنا وصحة ما جاء به.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5والله لا يهدي القوم الظالمين أي: لا يرشدهم إلى مصالحهم، ما دام الظلم لهم وصفا، والعناد لهم نعتا ومن ظلم اليهود وعنادهم، أنهم يعلمون أنهم على باطل، ويزعمون أنهم
[ ص: 1829 ] على حق، وأنهم أولياء الله من دون الناس.
ولهذا أمر الله رسوله، أن يقول لهم: إن كنتم صادقين في زعمكم أنكم على الحق، وأولياء الله:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6فتمنوا الموت وهذا أمر خفيف، فإنهم لو علموا أنهم على حق لما توقفوا عن هذا التحدي الذي جعله الله دليلا على صدقهم إن تمنوه، وكذبهم إن لم يتمنوه ولما لم يقع منهم مع الإعلان لهم بذلك، علم أنهم عالمون ببطلان ما هم عليه وفساده، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=7ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم أي من الذنوب والمعاصي، التي يستوحشون من الموت من أجلها،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=7والله عليم بالظالمين فلا يمكن أن يخفى عليه من ظلمهم شيء، هذا وإن كانوا لا يتمنون الموت بما قدمت أيديهم، بل يفرون منه غاية الفرار ، فإن ذلك لا ينجيهم، بل لا بد أن يلاقيهم الموت الذي قد حتمه الله على العباد وكتبه عليهم.
ثم بعد الموت واستكمال الآجال، يرد الخلق كلهم يوم القيامة إلى عالم الغيب والشهادة، فينبئهم بما كانوا يعملون، من خير وشر، قليل وكثير.
nindex.php?page=treesubj&link=18470_19881_28902_29786_30454_32215_32420_32445_34180_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29706_32421_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_32421_34091_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=7وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29692_30347_30497_32872_34097_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=8قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى مِنَّتَهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ، الَّذِينَ بَعَثَ فِيهِمُ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ، وَمَا خَصَّهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْمَزَايَا وَالْمَنَاقِبِ، الَّتِي لَا يَلْحَقُهُمْ فِيهَا أَحَدٌ وَهُمُ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ الَّذِينَ فَاقُوا الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، حَتَّى أَهْلِ الْكِتَابِ، الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمُ الْعُلَمَاءُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ الْمُتَقَدِّمُونَ، ذَكَرَ أَنَّ الَّذِينَ حَمَّلَهُمُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ مِنَ الْيَهُودِ وَكَذَا النَّصَارَى، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا، وَيَعْمَلُوا بِهَا ، فَلَمْ يَحْمِلُوهَا وَلَمْ يَقُومُوا بِمَا حُمِّلُوا بِهِ، أَنَّهُمْ لَا فَضِيلَةَ لَهُمْ، وَأَنَّ مِثَلَهُمْ كَمَثَلِ الْحِمَارِ الَّذِي يَحْمِلُ فَوْقَ ظَهْرِهِ أَسْفَارًا مِنْ كُتُبِ الْعِلْمِ، فَهَلْ يَسْتَفِيدُ ذَلِكَ الْحِمَارُ مِنْ تِلْكَ الْكُتُبِ الَّتِي فَوْقَ ظَهْرِهِ؟ وَهَلْ تَلْحَقُهُ فَضِيلَةٌ بِسَبَبِ ذَلِكَ؟ أَمْ حَظُّهُ مِنْهَا حَمْلُهَا فَقَطْ؟ فَهَذَا مِثْلُ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ لَمْ يَعْمَلُوا بِمَا فِي التَّوْرَاةِ، الَّذِي مِنْ أَجَلِّهِ وَأَعْظَمِهِ الْأَمْرُ بِاتِّبَاعِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْبِشَارَةُ بِهِ، وَالْإِيمَانُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْقُرْآنِ، فَهَلِ اسْتَفَادَ مَنْ هَذَا وَصْفُهُ مِنَ التَّوْرَاةِ إِلَّا الْخَيْبَةَ وَالْخُسْرَانَ وَإِقَامَةَ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ؟ فَهَذَا الْمَثَلُ مُطَابِقٌ لِأَحْوَالِهِمْ.
بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِ رَسُولِنَا وَصِحَّةِ مَا جَاءَ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أَيْ: لَا يُرْشِدُهُمْ إِلَى مَصَالِحِهِمْ، مَا دَامَ الظُّلْمُ لَهُمْ وَصْفًا، وَالْعِنَادُ لَهُمْ نَعْتًا وَمِنْ ظُلْمِ الْيَهُودِ وَعِنَادِهِمْ، أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ عَلَى بَاطِلٍ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ
[ ص: 1829 ] عَلَى حَقٍّ، وَأَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ.
وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ، أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي زَعْمِكُمْ أَنَّكُمْ عَلَى الْحَقِّ، وَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=6فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ وَهَذَا أَمْرٌ خَفِيفٌ، فَإِنَّهُمْ لَوْ عَلِمُوا أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ لَمَّا تَوَقَّفُوا عَنْ هَذَا التَّحَدِّي الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ دَلِيلًا عَلَى صِدْقِهِمْ إِنْ تَمَنَّوْهُ، وَكَذِبِهُمْ إِنْ لَمْ يَتَمَنَّوْهُ وَلَمَّا لَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ مَعَ الْإِعْلَانِ لَهُمْ بِذَلِكَ، عُلِمَ أَنَّهُمْ عَالِمُونَ بِبُطْلَانِ مَا هُمْ عَلَيْهِ وَفَسَادِهِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=7وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ أَيْ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي، الَّتِي يَسْتَوْحِشُونَ مِنَ الْمَوْتِ مِنْ أَجْلِهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=7وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ظُلْمِهِمْ شَيْءٌ، هَذَا وَإِنْ كَانُوا لَا يَتَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ، بَلْ يَفِرُّونَ مِنْهُ غَايَةَ الْفِرَارِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُنْجِيهِمْ، بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يُلَاقِيَهُمُ الْمَوْتُ الَّذِي قَدْ حَتَّمَهُ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ وَكَتَبَهُ عَلَيْهِمْ.
ثُمَّ بَعْدَ الْمَوْتِ وَاسْتِكْمَالِ الْآجَالِ، يُرَدُّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى عَالَمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَيُنْبِئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ.