nindex.php?page=treesubj&link=19731_19773_19775_19881_32498_34322_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين nindex.php?page=treesubj&link=19731_19797_19995_32491_32516_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين
(55) الدعاء يدخل فيه دعاء المسألة، ودعاء العبادة، فأمر بدعائه
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55تضرعا أي: إلحاحا في المسألة، ودءوبا في العبادة،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55وخفية أي: لا جهرا وعلانية
[ ص: 552 ] يخاف منه الرياء، بل خفية وإخلاصا لله تعالى.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55إنه لا يحب المعتدين أي: المتجاوزين للحد في كل الأمور، ومن الاعتداء كون العبد يسأل الله مسائل لا تصلح له، أو يتنطع في السؤال، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء، فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه.
(56)
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56ولا تفسدوا في الأرض بعمل المعاصي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56بعد إصلاحها بالطاعات، فإن المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=41ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس كما أن الطاعات تصلح بها الأخلاق، والأعمال، والأرزاق، وأحوال الدنيا والآخرة.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56وادعوه خوفا وطمعا أي: خوفا من عقابه، وطمعا في ثوابه، طمعا في قبولها، وخوفا من ردها، لا دعاء عبد مدل على ربه قد أعجبته نفسه، ونزل نفسه فوق منزلته، أو دعاء من هو غافل لاه.
وحاصل ما ذكر الله من آداب الدعاء: الإخلاص فيه لله وحده، لأن ذلك يتضمنه الخفية، وإخفاؤه وإسراره، وأن يكون القلب خائفا طامعا لا غافلا ولا آمنا ولا غير مبال بالإجابة، وهذا من إحسان الدعاء، فإن الإحسان في كل عبادة بذل الجهد فيها، وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56إن رحمت الله قريب من المحسنين في عبادة الله، المحسنين إلى عباد الله، فكلما كان العبد أكثر إحسانا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبا منه برحمته، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى.
nindex.php?page=treesubj&link=19731_19773_19775_19881_32498_34322_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19731_19797_19995_32491_32516_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
(55) الدُّعَاءُ يَدْخُلُ فِيهِ دُعَاءُ الْمَسْأَلَةِ، وَدُعَاءُ الْعِبَادَةِ، فَأَمَرَ بِدُعَائِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55تَضَرُّعًا أَيْ: إِلْحَاحًا فِي الْمَسْأَلَةِ، وَدُءُوبًا فِي الْعِبَادَةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55وَخُفْيَةً أَيْ: لَا جَهْرًا وَعَلَانِيَةً
[ ص: 552 ] يُخَافُ مِنْهُ الرِّيَاءُ، بَلْ خُفْيَةً وَإِخْلَاصًا لِلَّهِ تَعَالَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ أَيِ: الْمُتَجَاوِزِينَ لِلْحَدِّ فِي كُلِّ الْأُمُورِ، وَمِنَ الِاعْتِدَاءِ كَوْنُ الْعَبْدِ يَسْأَلُ اللَّهَ مَسَائِلَ لَا تَصْلُحُ لَهُ، أَوْ يَتَنَطَّعُ فِي السُّؤَالِ، أَوْ يُبَالِغُ فِي رَفْعِ صَوْتِهِ بِالدُّعَاءِ، فَكُلُّ هَذَا دَاخِلٌ فِي الِاعْتِدَاءِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ.
(56)
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بِعَمَلِ الْمَعَاصِي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56بَعْدَ إِصْلاحِهَا بِالطَّاعَاتِ، فَإِنَّ الْمَعَاصِيَ تُفْسِدُ الْأَخْلَاقَ وَالْأَعْمَالَ وَالْأَرْزَاقَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=41ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ كَمَا أَنَّ الطَّاعَاتِ تَصْلُحُ بِهَا الْأَخْلَاقُ، وَالْأَعْمَالُ، وَالْأَرْزَاقُ، وَأَحْوَالُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا أَيْ: خَوْفًا مِنْ عِقَابِهِ، وَطَمَعًا فِي ثَوَابِهِ، طَمَعًا فِي قَبُولِهَا، وَخَوْفًا مِنْ رَدِّهَا، لَا دُعَاءَ عَبْدٍ مُدْلٍ عَلَى رَبِّهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ، وَنَزَّلَ نَفْسَهُ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ، أَوْ دُعَاءَ مَنْ هُوَ غَافِلٌ لَاهٍ.
وَحَاصِلُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ آدَابِ الدُّعَاءِ: الْإِخْلَاصُ فِيهِ لِلَّهِ وَحْدَهُ، لِأَنَّ ذَلِكَ يَتَضَمَّنُهُ الْخَفِيَّةُ، وَإِخْفَاؤُهُ وَإِسْرَارُهُ، وَأَنْ يَكُونَ الْقَلْبُ خَائِفًا طَامِعًا لَا غَافِلًا وَلَا آمِنًا وَلَا غَيْرَ مُبَالٍ بِالْإِجَابَةِ، وَهَذَا مِنْ إِحْسَانِ الدُّعَاءِ، فَإِنَّ الْإِحْسَانَ فِي كُلِّ عِبَادَةٍ بَذْلُ الْجُهْدِ فِيهَا، وَأَدَاؤُهَا كَامِلَةً لَا نَقْصَ فِيهَا بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، الْمُحْسِنِينَ إِلَى عِبَادِ اللَّهِ، فَكُلَّمَا كَانَ الْعَبْدُ أَكْثَرَ إِحْسَانًا، كَانَ أَقْرَبَ إِلَى رَحْمَةِ رَبِّهِ، وَكَانَ رَبُّهُ قَرِيبًا مِنْهُ بِرَحْمَتِهِ، وَفِي هَذَا مِنَ الْحَثِّ عَلَى الْإِحْسَانِ مَا لَا يَخْفَى.