ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار .
(28 ) يقول تعالى - مبينا حال المكذبين لرسوله من كفار قريش وما آل إليه أمرهم: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ونعمة الله هي إرسال [ ص: 850 ] محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، يدعوهم إلى إدراك الخيرات في الدنيا والآخرة، وإلى النجاة من شرور الدنيا والآخرة، فبدلوا هذه النعمة بردها، والكفر بها، والصد عنها بأنفسهم وصدهم غيرهم حتى " أحلوا قومهم دار البوار " وهي النار حيث تسببوا لإضلالهم، فصاروا وبالا على قومهم، من حيث يظن نفعهم، ومن ذلك أنهم زينوا لهم الخروج يوم بدر ليحاربوا الله ورسوله، فجرى عليهم ما جرى، وقتل كثير من كبرائهم وصناديدهم في تلك الوقعة.
(29 جهنم يصلونها أي: يحيط بهم حرها من جميع جوانبهم وبئس القرار
(30 وجعلوا لله أندادا أي: نظراء وشركاء ليضلوا عن سبيله أي: ليضلوا العباد عن سبيل الله بسبب ما جعلوا لله من الأنداد ودعوهم إلى عبادتها. قل لهم متوعدا: تمتعوا بكفركم وضلالكم قليلا؛ فليس ذلك بنافعكم فإن مصيركم إلى النار أي: مآلكم ومأواكم فيها وبئس المصير.