nindex.php?page=treesubj&link=19734_19736_28723_34135_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون

(186) هذا جواب سؤال، سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فقالوا: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزل: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب لأنه تعالى الرقيب الشهيد، المطلع على السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهو قريب أيضا من داعيه بالإجابة، ولهذا قال: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186أجيب دعوة الداع إذا دعان والدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة. [ ص: 138 ]

والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه، وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق.

فمن دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع، ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء، كأكل الحرام ونحوه، فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية، والإيمان به الموجب للاستجابة، فلهذا قال: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة. ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره سبب لحصول العلم كما قال تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=29يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا .

ثم قال تعالى:

nindex.php?page=treesubj&link=19734_19736_28723_34135_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ

(186) هَذَا جَوَابُ سُؤَالٍ، سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقَرِيبٌ رَبُّنَا فَنُنَاجِيَهُ، أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيَهُ؟ فَنَزَلَ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ لِأَنَّهُ تَعَالَى الرَّقِيبُ الشَّهِيدُ، الْمُطَّلِعُ عَلَى السِّرِّ وَأَخْفَى، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، فَهُوَ قَرِيبٌ أَيْضًا مِنْ دَاعِيهِ بِالْإِجَابَةِ، وَلِهَذَا قَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ وَالدُّعَاءُ نَوْعَانِ: دُعَاءُ عِبَادَةٍ، وَدُعَاءُ مَسْأَلَةٍ. [ ص: 138 ]

وَالْقُرْبُ نَوْعَانِ: قُرْبٌ بِعِلْمِهِ مِنْ كُلِّ خَلْقِهِ، وَقُرْبٌ مِنْ عَابِدِيهِ وَدَاعِيهِ بِالْإِجَابَةِ وَالْمَعُونَةِ وَالتَّوْفِيقِ.

فَمَنْ دَعَا رَبَّهُ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ وَدُعَاءٍ مَشْرُوعٍ، وَلَمْ يَمْنَعْ مَانِعٌ مِنْ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ، كَأَكْلِ الْحَرَامِ وَنَحْوِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَهُ بِالْإِجَابَةِ، وَخُصُوصًا إِذَا أَتَى بِأَسْبَابِ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ، وَهِيَ الِاسْتِجَابَةُ لِلَّهِ تَعَالَى بِالِانْقِيَادِ لِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ، وَالْإِيمَانِ بِهِ الْمُوجِبِ لِلِاسْتِجَابَةِ، فَلِهَذَا قَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ أَيْ: يَحْصُلُ لَهُمُ الرُّشْدُ الَّذِي هُوَ الْهِدَايَةُ لِلْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَيَزُولُ عَنْهُمُ الْغَيُّ الْمُنَافِي لِلْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. وَلِأَنَّ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ وَالِاسْتِجَابَةَ لِأَمْرِهِ سَبَبٌ لِحُصُولِ الْعِلْمِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=29يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا .

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: