( ولا تقبل في ) أحكام الدنيا كترك قتل وثبوت أحكام توريث ونحوها ( وهو المنافق الذي يظهر الإسلام ويخفي الكفر ) لقوله تعالى : { توبة زنديق إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا } والزنديق لا يعلم تبين رجوعه وتوبته . لأنه لا يظهر منه بالتوبة خلاف ما كان عليه ، فإنه كان ينفي الكفر عن نفسه قبل ذلك وقلبه لا يطلع عليه ( ولا ) تقبل في الدنيا لقوله تعالى : { توبة ( من تكررت ردته ) إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا } وقوله : { إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم } والازدياد يقتضي كفرا متجددا ولا بد من تقديم الإيمان [ ص: 399 ] عليه ولأن تكرار ردته يدل على فساد عقيدته وقلة مبالاته بالإسلام ( أو لا تقبل توبته لعظم ذنبه جدا فيدل على فساد عقيدته ( أو ) سب الله تعالى ) أي صريحا أي : الله تعالى أو رسوله أو واحدا من ملائكته فلا تقبل توبته لما تقدم ( ولا ) تقبل سب ( رسولا أو ملكا له ) أي لله تعالى ( صريحا أو انتقصه ) بفتح الفاء مشددة ( بسحره ) كالذي يركب المكنسة فتسير به في الهواء . لحديث توبة ( ساحر مكفر ) جندب بن عبد الله مرفوعا { } رواه حد الساحر ضربه بالسيف . فسماه حدا والحد بعد ثبوته لا يسقط بالتوبة ولأنه لا طريق لنا في علم إخلاصه في توبته لأنه يضمر السحر ولا يجهر به . وقوله في الدنيا علم منه أنه من مات منهم مخلصا قبلت توبته في الآخرة لعموم حديث { الدارقطني } ( ومن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ف ) هو في توبته من فسقه ( كزنديق في توبته ) من كفره لأنه لم يظهر منه بالتوبة خلاف ما كان عليه من إظهار الخير فلا تقبل شهادته ونحوها . أظهر الخير ) من نفسه ( وأبطن الفسق