[ ص: 3423 ] (54)
nindex.php?page=treesubj&link=28889سورة القمر مكية
وآياتها خمس وخمسون
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=30539_31846_28890_31756_31763_32016_30292_31013_30184_29025nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر (1)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر (2)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر (3)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر (4)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حكمة بالغة فما تغن النذر (5)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر (6)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر (7)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر (8)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر (9)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=10فدعا ربه أني مغلوب فانتصر (10)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر (11)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر (12)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13وحملناه على ذات ألواح ودسر (13)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر (14)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15ولقد تركناها آية فهل من مدكر (15)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=16فكيف كان عذابي ونذر (16)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر (19)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فكيف كان عذابي ونذر (21)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (22)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23كذبت ثمود بالنذر (23)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سيعلمون غدا من الكذاب الأشر (26)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم [ ص: 3424 ] واصطبر (27)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر (28)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر (29)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فكيف كان عذابي ونذر (30)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر (31)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (32)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33كذبت قوم لوط بالنذر (33)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر (35)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر (36)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر (37)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر (38)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فذوقوا عذابي ونذر (39)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (40)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41ولقد جاء آل فرعون النذر (41)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر (42)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر (43)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أم يقولون نحن جميع منتصر (44)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سيهزم الجمع ويولون الدبر (45)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر (46)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إن المجرمين في ضلال وسعر (47)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر (48)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إنا كل شيء خلقناه بقدر (49)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر (50)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر (51)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وكل شيء فعلوه في الزبر (52)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وكل صغير وكبير مستطر (53)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إن المتقين في جنات ونهر (54)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55في مقعد صدق عند مليك مقتدر (55)
هذه السورة من مطلعها إلى ختامها حملة رعيبة مفزعة عنيفة على قلوب المكذبين بالنذر، بقدر ما هي طمأنينة عميقة وثيقة للقلوب المؤمنة المصدقة. وهي مقسمة إلى حلقات متتابعة، كل حلقة منها مشهد من مشاهد التعذيب للمكذبين، يأخذ السياق في ختامها بالحس البشري فيضغطه ويهزه ويقول له:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فكيف كان عذابي ونذر؟ .. ثم يرسله بعد الضغط والهز ويقول له:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ .
ومحتويات السورة الموضوعية واردة في سور مكية شتى. فهي مشهد من مشاهد القيامة في المطلع. ومشهد من هذه المشاهد في الختام. وبينهما عرض سريع لمصارع قوم
نوح. وعاد وثمود. وقوم
لوط. وفرعون وملئه. وكلها موضوعات تزخر بها السور المكية في صور شتى..
[ ص: 3425 ] ولكن هذه الموضوعات ذاتها تعرض في هذه السورة عرضا خاصا، يحيلها جديدة كل الجدة. فهي تعرض عنيفة عاصفة، وحاسمة قاصمة; يفيض منها الهول، ويتناثر حولها الرعب، ويظللها الدمار والفزع والانبهار!
وأخص ما يميزها في سياق السورة أن كلا منها يمثل حلقة عذاب رهيبة سريعة لاهثة مكروبة. يشهدها المكذبون، وكأنما يشهدون أنفسهم فيها، ويحسون إيقاعات سياطها. فإذا انتهت الحلقة وبدأوا يستردون أنفاسهم اللاهثة المكروبة عاجلتهم حلقة جديدة أشد هولا ورعبا.. وهكذا حتى تنتهي الحلقات السبعة في هذا الجو المفزع الخانق. فيطل المشهد الأخير في السورة. وإذا هو جو آخر، ذو ظلال أخرى. وإذا هو الأمن والطمأنينة والسكينة. إنه مشهد المتقين:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إن المتقين في جنات ونهر. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55في مقعد صدق عند مليك مقتدر .. في وسط ذلك الهول الراجف، والفزع المزلزل، والعذاب المهين للمكذبين:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ..
فأين وأين؟ مشهد من مشهد؟ ومقام من مقام؟ وقوم من قوم؟ ومصير من مصير؟
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا: سحر مستمر. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حكمة بالغة فما تغن النذر. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مهطعين إلى الداع يقول الكافرون: هذا يوم عسر ..
مطلع باهر مثير، على حادث كوني كبير، وإرهاص بحادث أكبر. لا يقاس إليه ذلك الحدث الكوني الكبير:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر ..
فيا له من إرهاص! ويا له من خبر. ولقد رأوا الحدث الأول فلم يبق إلا أن ينتظروا الحدث الأكبر.
والروايات عن انشقاق القمر ورؤية
العرب له في حالة انشقاقه أخبار متواترة. تتفق كلها في إثبات وقوع الحادث، وتختلف في رواية هيئته تفصيلا وإجمالا:
من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك - رضي الله عنه - .. قال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ابن مالك قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665578سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - آية. فانشق القمر بمكة مرتين فقال: nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر .. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: حدثني
عبد الله بن عبد الوهاب. حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15535بشر بن المفضل، حدثنا
سعيد بن أبي عروة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك. nindex.php?page=hadith&LINKID=653579أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية. فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما. وأخرجه الشيخان من طرق أخرى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس..
ومن رواية
nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم - رضي الله عنه - .. قال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: حدثنا
محمد بن كثير، حدثنا
سليمان ابن كثير، عن
حصين بن عبد الرحمن، عن
محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665581انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فلقتين. فلقة على هذا الجبل وفلقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد ، فقالوا: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم.. تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من هذا الوجه.. وأسنده
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الدلائل من طريق
محمد بن كثير عن أخيه
سليمان بن كثير، عن
حصين بن عبد الرحمن.. ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير والبيهقي من طرق أخرى عن
nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم كذلك..
[ ص: 3426 ] ومن رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - .. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: حدثنا
يحيى بن كثير، حدثنا
بكر، عن
جعفر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16560عراك بن مالك، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653366انشق القمر في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - .. ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من طريق آخر عن
عراك بسنده السابق إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير من طريق أخرى إلى
علي بن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: قد مضى ذلك، كان قبل الهجرة، انشق القمر حتى رأوا شقيه.. وروى
العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحو هذا.. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بسند آخر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=915301كسف القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا:
سحر القمر، فنزلت: nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر - إلى قوله: مستمر .
ومن رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي: أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس الأصم، حدثنا
العباس بن محمد الدوري، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=hadith&LINKID=662020عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر قال: وقد كان ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انشق فلقتين فلقة من دون الجبل وفلقة خلف الجبل. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "اللهم اشهد" ..وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد..
ومن رواية
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: حدثنا
سفيان عن
ابن أبي نجيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، عن
أبي معمر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653364انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقتين حتى نظروا إليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: - "اشهدوا". وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة. وأخرجاه كذلك من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
إبراهيم عن
أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: قال
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11870أبي الضحى، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665581انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة. قال: فقالوا: انظروا ما يأتيكم من السفار، فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم قال: فجاء السفار فقالوا ذلك.. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق أخرى عن
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود، بما يقرب من هذا.
فهذه روايات متواترة من طرق شتى عن وقوع هذا الحادث، وتحديد مكانه في
مكة - باستثناء رواية لم نذكرها عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه كان في
منى - وتحديد زمانه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة. وتحديد هيئته - في معظم الروايات أنه انشق فلقتين، وفي رواية واحدة أنه كسف (أي خسف) .. فالحادث ثابت من هذه الروايات المتواترة المحددة للمكان والزمان والهيئة.
وهو حادث واجه به القرآن المشركين في حينه; ولم يرو عنهم تكذيب لوقوعه; فلا بد أن يكون قد وقع فعلا بصورة يتعذر معها التكذيب، ولو على سبيل المراء الذي كانوا يمارونه في الآيات، لو وجدوا منفذا للتكذيب. وكل ما روي عنهم أنهم قالوا: سحرنا! ولكنهم هم أنفسهم اختبروا الأمر، فعرفوا أنه ليس بسحر; فلئن كان قد سحرهم فإنه لا يسحر المسافرين خارج
مكة الذين رأوا الحادث وشهدوا به حين سئلوا عنه.
بقيت لنا كلمة في الرواية التي تقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=693072إن المشركين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - آية. فانشق القمر. فإن هذه الرواية تصطدم مع مفهوم نص قرآني مدلوله أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يرسل بخوارق من
[ ص: 3427 ] نوع الخوارق التي جاءت مع الرسل قبله، لسبب معين:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون . فمفهوم هذه الآية أن حكمة الله اقتضت منع الآيات - أي الخوارق - لما كان من تكذيب الأولين بها.
وفي كل مناسبة طلب المشركون آية من الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان الرد يفيد أن هذا الأمر خارج عن حدود وظيفته، وأنه ليس إلا بشرا رسولا. وكان يردهم إلى القرآن يتحداهم به بوصفه معجزة هذا الدين الوحيدة:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88قل: لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=89ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل، فأبى أكثر الناس إلا كفورا. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وقالوا: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=91أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أو تسقط السماء - كما زعمت - علينا كسفا، أو تأتي بالله والملائكة قبيلا. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء، ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه. قل: سبحان ربي! هل كنت إلا بشرا رسولا؟ .
فالقول بأن انشقاق القمر كان استجابة لطلب المشركين آية - أي خارقة - يبدو بعيدا عن مفهوم النصوص القرآنية; وعن اتجاه هذه الرسالة الأخيرة إلى مخاطبة القلب البشري بالقرآن وحده، وما فيه من إعجاز ظاهر; ثم توجيه هذا القلب - عن طريق القرآن - إلى آيات الله القائمة في الأنفس والآفاق، وفي أحداث التاريخ سواء.. فأما ما وقع فعلا للرسول - صلى الله عليه وسلم - من خوارق شهدت بها روايات صحيحة فكان إكراما من الله لعبده، لا دليلا لإثبات رسالته..
ومن ثم نثبت الحادث - حادث انشقاق القمر - بالنص القرآني ، وبالروايات المتواترة التي تحدد مكان الحادث وزمانه وهيئته. ونتوقف في تعليله الذي ذكرته بعض الروايات. ونكتفي بإشارة القرآن إليه مع الإشارة إلى اقتراب الساعة. باعتبار هذه الإشارة لمسة للقلب البشري ليستيقظ ويستجيب..
[ ص: 3423 ] (54)
nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةُ الْقَمَرِ مَكِّيَّةٌ
وَآيَاتُهَا خَمْسٌ وَخَمْسُونَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=30539_31846_28890_31756_31763_32016_30292_31013_30184_29025nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=9كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=10فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=11فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=13وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=14تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=15وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=16فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=17وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ (26)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ [ ص: 3424 ] وَاصْطَبِرْ (27)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=33كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=34إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=35نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مِنْ شَكَرَ (35)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=36وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=37وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=38وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=39فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=41وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=42كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=49إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=50وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=51وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=52وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=53وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
هَذِهِ السُّورَةُ مِنْ مَطْلَعِهَا إِلَى خِتَامِهَا حَمْلَةٌ رَعِيبَةٌ مُفْزِعَةٌ عَنِيفَةٌ عَلَى قُلُوبِ الْمُكَذِّبِينَ بِالنُّذُرِ، بِقَدْرِ مَا هِيَ طُمَأْنِينَةٌ عَمِيقَةٌ وَثِيقَةٌ لِلْقُلُوبِ الْمُؤْمِنَةِ الْمُصَدِّقَةِ. وَهِيَ مُقَسَّمَةٌ إِلَى حَلَقَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ، كُلُّ حَلْقَةٍ مِنْهَا مَشْهَدٌ مِنْ مَشَاهِدِ التَّعْذِيبِ لِلْمُكَذِّبِينَ، يَأْخُذُ السِّيَاقُ فِي خِتَامِهَا بِالْحِسِّ الْبَشَرِيِّ فَيَضْغَطُهُ وَيَهُزُّهُ وَيَقُولُ لَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ؟ .. ثُمَّ يُرْسِلُهُ بَعْدَ الضَّغْطِ وَالْهَزِّ وَيَقُولُ لَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=40وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟ .
وَمُحْتَوَيَاتُ السُّورَةِ الْمَوْضُوعِيَّةُ وَارِدَةٌ فِي سُوَرٍ مَكِّيَّةٍ شَتَّى. فَهِيَ مَشْهَدٌ مِنْ مَشَاهِدِ الْقِيَامَةِ فِي الْمَطْلَعِ. وَمَشْهَدٌ مِنْ هَذِهِ الْمَشَاهِدِ فِي الْخِتَامِ. وَبَيْنَهُمَا عَرَضٌ سَرِيعٌ لِمَصَارِعِ قَوْمِ
نُوحٍ. وَعَادٍ وَثَمُودَ. وَقَوْمِ
لُوطٍ. وَفِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ. وَكُلُّهَا مَوْضُوعَاتٌ تَزْخَرُ بِهَا السُّوَرُ الْمَكِّيَّةُ فِي صُوَرٍ شَتَّى..
[ ص: 3425 ] وَلَكِنَّ هَذِهِ الْمَوْضُوعَاتِ ذَاتَهَا تُعْرَضُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ عَرْضًا خَاصًّا، يُحِيلُهَا جَدِيدَةً كُلَّ الْجِدَّةِ. فَهِيَ تُعْرَضُ عَنِيفَةً عَاصِفَةً، وَحَاسِمَةً قَاصِمَةً; يَفِيضُ مِنْهَا الْهَوْلُ، وَيَتَنَاثَرُ حَوْلَهَا الرُّعْبُ، وَيُظَلِّلُهَا الدَّمَارُ وَالْفَزَعُ وَالِانْبِهَارُ!
وَأَخَصُّ مَا يُمَيِّزُهَا فِي سِيَاقِ السُّورَةِ أَنَّ كُلًّا مِنْهَا يُمَثِّلُ حَلْقَةَ عَذَابٍ رَهِيبَةً سَرِيعَةً لَاهِثَةً مَكْرُوبَةً. يَشْهَدُهَا الْمُكَذِّبُونَ، وَكَأَنَّمَا يَشْهَدُونَ أَنْفُسَهُمْ فِيهَا، وَيُحِسُّونَ إِيقَاعَاتِ سِيَاطِهَا. فَإِذَا انْتَهَتِ الْحَلْقَةُ وَبَدَأُوا يَسْتَرِدُّونَ أَنْفَاسَهُمُ اللَّاهِثَةَ الْمَكْرُوبَةَ عَاجَلَتْهُمْ حَلْقَةٌ جَدِيدَةٌ أَشَدُّ هَوْلًا وَرُعْبًا.. وَهَكَذَا حَتَّى تَنْتَهِيَ الْحَلَقَاتُ السَّبْعَةُ فِي هَذَا الْجَوِّ الْمُفْزِعِ الْخَانِقِ. فَيُطِلُّ الْمَشْهَدُ الْأَخِيرُ فِي السُّورَةِ. وَإِذَا هُوَ جَوٌّ آخَرُ، ذُو ظِلَالٍ أُخْرَى. وَإِذَا هُوَ الْأَمْنُ وَالطُّمَأْنِينَةُ وَالسَّكِينَةُ. إِنَّهُ مَشْهَدُ الْمُتَّقِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=54إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ .. فِي وَسَطِ ذَلِكَ الْهَوْلِ الرَّاجِفِ، وَالْفَزَعِ الْمُزَلْزِلِ، وَالْعَذَابِ الْمُهِينِ لِلْمُكَذِّبِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=48يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ..
فَأَيْنَ وَأَيْنَ؟ مَشْهَدٌ مِنْ مَشْهَدٍ؟ وَمَقَامٌ مِنْ مَقَامٍ؟ وَقَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ؟ وَمَصِيرٌ مِنْ مَصِيرٍ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا: سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=6فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=7خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ. nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ: هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ..
مَطْلَعٌ بَاهِرٌ مُثِيرٌ، عَلَى حَادِثٍ كَوْنِيٍّ كَبِيرٍ، وَإِرْهَاصٌ بِحَادِثٍ أَكْبَرَ. لَا يُقَاسُ إِلَيْهِ ذَلِكَ الْحَدَثُ الْكَوْنِيُّ الْكَبِيرُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ..
فَيَا لَهُ مِنْ إِرْهَاصٍ! وَيَا لَهُ مِنْ خَبَرٍ. وَلَقَدْ رَأَوُا الْحَدَثَ الْأَوَّلَ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ يَنْتَظِرُوا الْحَدَثَ الْأَكْبَرَ.
وَالرِّوَايَاتُ عَنِ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ وَرُؤْيَةِ
الْعَرَبِ لَهُ فِي حَالَةِ انْشِقَاقِهِ أَخْبَارٌ مُتَوَاتِرَةٌ. تَتَّفِقُ كُلُّهَا فِي إِثْبَاتِ وُقُوعِ الْحَادِثِ، وَتَخْتَلِفُ فِي رِوَايَةِ هَيْئَتِهِ تَفْصِيلًا وَإِجْمَالًا:
مِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - .. قَالَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17124مَعْمَرٌ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665578سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آيَةً. فَانْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ .. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ. حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15535بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. nindex.php?page=hadith&LINKID=653579أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً. فَأَرَاهُمُ الْقَمَرَ شِقَّيْنِ حَتَّى رَأَوْا حِرَاءَ بَيْنَهُمَا. وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ..
وَمِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=67جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - .. قَالَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ
حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665581انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصَارَ فِلْقَتَيْنِ. فِلْقَةٌ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَقَالُوا: سَحَرَنَا مُحَمَّدٌ ، فَقَالُوا: إِنْ كَانَ سَحَرَنَا فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ.. تَفَرَّدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.. وَأَسْنَدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ مِنْ طَرِيقِ
مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَخِيهِ
سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ
حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.. وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=67جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ كَذَلِكَ..
[ ص: 3426 ] وَمِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - .. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا
بَكْرٌ، عَنْ
جَعْفَرٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16560عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653366انْشَقَّ الْقَمَرُ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .. وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ عَنْ
عِرَاكٍ بِسَنَدِهِ السَّابِقِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ.. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدْ مَضَى ذَلِكَ، كَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، انْشَقَّ الْقَمَرُ حَتَّى رَأَوْا شِقَّيْهِ.. وَرَوَى
الْعَوْفِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَ هَذَا.. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=915301كَسَفَ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا:
سِحْرُ الْقَمَرِ، فَنَزَلَتْ: nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ - إِلَى قَوْلِهِ: مُسْتَمِرٌّ .
وَمِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - : قَالَ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ: أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17282وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ، nindex.php?page=hadith&LINKID=662020عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ قَالَ: وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْشَقَّ فِلْقَتَيْنِ فِلْقَةٌ مِنْ دُونِ الْجَبَلِ وَفِلْقَةٌ خَلْفَ الْجَبَلِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "اللَّهُمَّ اشْهَدْ" ..وَهَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ..
وَمِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : قَالَ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنِ
ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ، عَنْ
أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653364انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَقَّتَيْنِ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - "اشْهَدُوا". وَهَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. وَأَخْرَجَاهُ كَذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ
أَبِي مَعْمَرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ: قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14724أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12118أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=19الْمُغَيَّرَةِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11870أَبِي الضُّحَى، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17073مَسْرُوقٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665581انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: هَذَا سِحْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ. قَالَ: فَقَالُوا: انْظُرُوا مَا يَأْتِيكُمْ مِنَ السُّفَّارِ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ قَالَ: فَجَاءَ السُّفَّارُ فَقَالُوا ذَلِكَ.. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17073مَسْرُوقٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، بِمَا يَقْرُبُ مِنْ هَذَا.
فَهَذِهِ رِوَايَاتٌ مُتَوَاتِرَةٌ مِنْ طُرُقٍ شَتَّى عَنْ وُقُوعِ هَذَا الْحَادِثِ، وَتَحْدِيدِ مَكَانِهِ فِي
مَكَّةَ - بِاسْتِثْنَاءِ رِوَايَةٍ لَمْ نَذْكُرْهَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ فِي
مِنًى - وَتَحْدِيدُ زَمَانِهِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ الْهِجْرَةِ. وَتَحْدِيدُ هَيْئَتِهِ - فِي مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ انْشَقَّ فِلْقَتَيْنِ، وَفِي رِوَايَةٍ وَاحِدَةٍ أَنَّهُ كَسَفَ (أَيْ خَسَفَ) .. فَالْحَادِثُ ثَابِتٌ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ الْمُتَوَاتِرَةِ الْمُحَدِّدَةِ لِلْمَكَانِ وَالزَّمَانِ وَالْهَيْئَةِ.
وَهُوَ حَادِثٌ وَاجَهَ بِهِ الْقُرْآنُ الْمُشْرِكِينَ فِي حِينِهِ; وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُمْ تَكْذِيبٌ لِوُقُوعِهِ; فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ قَدْ وَقَعَ فِعْلًا بِصُورَةٍ يَتَعَذَّرُ مَعَهَا التَّكْذِيبُ، وَلَوْ عَلَى سَبِيلِ الْمِرَاءِ الَّذِي كَانُوا يُمَارُونَهُ فِي الْآيَاتِ، لَوْ وَجَدُوا مَنْفَذًا لِلتَّكْذِيبِ. وَكُلُّ مَا رُوِيَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: سَحَرَنَا! وَلَكِنَّهُمْ هُمْ أَنْفُسَهُمُ اخْتَبَرُوا الْأَمْرَ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِسِحْرٍ; فَلَئِنْ كَانَ قَدْ سَحَرَهُمْ فَإِنَّهُ لَا يَسْحَرُ الْمُسَافِرِينَ خَارِجَ
مَكَّةَ الَّذِينَ رَأَوُا الْحَادِثَ وَشَهِدُوا بِهِ حِينَ سُئِلُوا عَنْهُ.
بَقِيَتْ لَنَا كَلِمَةٌ فِي الرِّوَايَةِ الَّتِي تَقُولُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=693072إِنَّ الْمُشْرِكِينَ سَأَلُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آيَةً. فَانْشَقَّ الْقَمَرُ. فَإِنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ تَصْطَدِمُ مَعَ مَفْهُومِ نَصٍّ قُرْآنِيٍّ مَدْلُولُهُ أَنَّ الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُرْسَلْ بِخَوَارِقَ مِنْ
[ ص: 3427 ] نَوْعِ الْخَوَارِقِ الَّتِي جَاءَتْ مَعَ الرُّسُلِ قَبْلَهُ، لِسَبَبٍ مُعَيَّنٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ . فَمَفْهُومُ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ حِكْمَةَ اللَّهِ اقْتَضَتْ مَنْعَ الْآيَاتِ - أَيِ الْخَوَارِقِ - لِمَا كَانَ مِنْ تَكْذِيبِ الْأَوَّلِينَ بِهَا.
وَفِي كُلِّ مُنَاسَبَةٍ طَلَبَ الْمُشْرِكُونَ آيَةً مِنَ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ الرَّدُّ يُفِيدُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَارِجٌ عَنْ حُدُودِ وَظِيفَتِهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا. وَكَانَ يَرُدُّهُمْ إِلَى الْقُرْآنِ يَتَحَدَّاهُمْ بِهِ بِوَصْفِهِ مُعْجِزَةَ هَذَا الدِّينِ الْوَحِيدَةَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88قُلْ: لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ، وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=89وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ، فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وَقَالُوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=91أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ - كَمَا زَعَمْتَ - عَلَيْنَا كِسَفًا، أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلا. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ، وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ. قُلْ: سُبْحَانَ رَبِّي! هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَسُولا؟ .
فَالْقَوْلُ بِأَنَّ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ كَانَ اسْتِجَابَةً لِطَلَبِ الْمُشْرِكِينَ آيَةً - أَيْ خَارِقَةً - يَبْدُو بَعِيدًا عَنْ مَفْهُومِ النُّصُوصِ الْقُرْآنِيَّةِ; وَعَنِ اتِّجَاهِ هَذِهِ الرِّسَالَةِ الْأَخِيرَةِ إِلَى مُخَاطَبَةِ الْقَلْبِ الْبَشَرِيِّ بِالْقُرْآنِ وَحْدَهُ، وَمَا فِيهِ مِنْ إِعْجَازٍ ظَاهِرٍ; ثُمَّ تَوْجِيهُ هَذَا الْقَلْبِ - عَنْ طَرِيقِ الْقُرْآنِ - إِلَى آيَاتِ اللَّهِ الْقَائِمَةِ فِي الْأَنْفُسِ وَالْآفَاقِ، وَفِي أَحْدَاثِ التَّارِيخِ سَوَاءٌ.. فَأَمَّا مَا وَقَعَ فِعْلًا لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ خَوَارِقَ شَهِدَتْ بِهَا رِوَايَاتٌ صَحِيحَةٌ فَكَانَ إِكْرَامًا مِنَ اللَّهِ لِعَبْدِهِ، لَا دَلِيلًا لِإِثْبَاتِ رِسَالَتِهِ..
وَمِنْ ثَمَّ نُثْبِتُ الْحَادِثَ - حَادِثَ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ - بِالنَّصِّ الْقُرْآنِيِّ ، وَبِالرِّوَايَاتِ الْمُتَوَاتِرَةِ الَّتِي تُحَدِّدُ مَكَانَ الْحَادِثِ وَزَمَانَهُ وَهَيْئَتَهُ. وَنَتَوَقَّفُ فِي تَعْلِيلِهِ الَّذِي ذَكَرَتْهُ بَعْضُ الرِّوَايَاتِ. وَنَكْتَفِي بِإِشَارَةِ الْقُرْآنِ إِلَيْهِ مَعَ الْإِشَارَةِ إِلَى اقْتِرَابِ السَّاعَةِ. بِاعْتِبَارِ هَذِهِ الْإِشَارَةِ لَمْسَةً لِلْقَلْبِ الْبَشَرِيِّ لِيَسْتَيْقِظَ وَيَسْتَجِيبَ..