والآن.. وقد أعاد عليهم مشاهد الوقعة وملابساتها، وأراهم يد الله فيها وتدبيره، وعونه ومدده، [ ص: 1487 ] وعلموا منها أنهم لم يكونوا فيها سوى ستار لقدر الله وقدرته.. الله هو الذي أخرج رسوله من بيته بالحق - لم يخرجه بطرا ولا اعتداء ولا طغيانا - والله هو الذي اختار لهم إحدى الطائفتين لأمر يريده، من قطع دابر الكافرين " ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون " ..
والله هو الذي غشاهم النعاس أمنة منه، ونزل عليهم من السماء ماء ليطهرهم به، ويذهب عنهم رجز الشيطان، وليربط على قلوبهم ويثبت به الأقدام.. والله هو الذي أوحى إلى الملائكة ليثبتوا الذين آمنوا، وألقى في قلوب الذين كفروا الرعب.. والله هو الذي أشرك الملائكة في المعركة وأمرهم أن يضربوا فوق الأعناق وأن يضربوا من المشركين كل بنان.. والله هو الذي غنمهم الغنيمة ورزقهم من فضله بعد أن خرجوا بلا مال ولا ظهر ولا عتاد.. والله هو الذي أمدهم بألف من الملائكة مردفين..
الآن.. وقد استعرض السياق القرآني هذا كله، فأعاده حاضرا في قلوبهم، شاخصا لأبصارهم. وهو يتضمن صورة من النصر الحاسم الذي لا يستند إلى تدبير بشري، ولا إلى قوة العدد ولا قوة العدة إنما يستند إلى تدبير الله وتقديره وعونه ومدده كما يستند إلى التوكل على الله وحده، والالتجاء إليه، والاستغاثة به، والسير مع تدبيره وتقديره..
الآن.. وهذا المشهد حاضر في القلوب شاخص للأبصار.. الآن.. وفي أنسب اللحظات لاستجابة القلوب للتوجيه.. الآن يجيء الأمر للذين آمنوا - بصفتهم هذه - أن يثبتوا إذا لقوا الذين كفروا وألا يولوهم الأدبار من الهزيمة والفرار ما دام أن النصر والهزيمة موكولان إلى إرادة فوق إرادة الناس وإلى أسباب غير الأسباب الظاهرة التي يراها الناس وما دام أن الله هو الذي يدبر أمر المعركة - كما يدبر الأمر كله - وهو الذي يقتل الكفار بأيدي المؤمنين وهو الذي ينجح الرمية حين ترمى - وإنما المؤمنون ستار للقدرة يريد الله أن يجعل لهم ثواب الجهاد والبلاء فيه - وهو الذي يلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ويوهن تدبيرهم ويذيقهم العذاب في الدنيا والآخرة لأنهم شاقوا الله ورسوله:
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار. ومن يولهم يومئذ دبره - إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة - فقد باء بغضب من الله، ومأواه جهنم وبئس المصير. فلم تقتلوهم، ولكن الله قتلهم، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا، إن الله سميع عليم. ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين ..
ويبدو في التعبير القرآني شدة في التحذير وتغليظ في العقوبة وتهديد بغضب من الله ومأوى في النار:
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار. ومن يولهم يومئذ دبره - إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة - فقد باء بغضب من الله، ومأواه جهنم وبئس المصير ..
والمعنى: يا أيها الذين آمنوا إذا واجهتم الذين كفروا " زحفا " أي متدانين متقاربين متواجهين فلا تفروا عنهم، إلا أن يكون ذلك مكيدة حرب، حيث تختارون موقعا أحسن، أو تدبرون خطة أحكم أو أن يكون ذلك انضماما إلى فئة أخرى من المسلمين، أو إلى قواعد المسلمين، لتعاودوا القتال.. وأن من تولى، وأعطى العدو دبره يوم الزحف فقد استحق ذلك العقاب: غضبا من الله ومأوى في جهنم..
وقد وردت بعض الأقوال في اعتبار هذا الحكم خاصا بأهل بدر، أو بالقتال الذي يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاضره. ولكن الجمهور على أنها عامة، وأن التولي يوم الزحف كبيرة من السبع الموبقات.
كما روى البخاري في الصحيحين عن ومسلم رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله [ ص: 1488 ] عليه وسلم: أبي هريرة - .. " اجتنبوا السبع الموبقات " قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: " الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات "
وقد أورد في " أحكام القرآن " تفصيلا لا بأس من الإلمام به قال: الجصاص
" قال الله تعالى: ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة روى أبو نضرة عن أن ذلك إنما كان يوم أبي سعيد بدر. قال أبو نضرة لأنهم لو انحازوا يومئذ لانحازوا إلى المشركين، ولم يكن يومئذ مسلم غيرهم.. وهذا الذي قاله أبو نضرة ليس بسديد، لأنه قد كان بالمدينة خلق كثير من الأنصار، ولم يأمرهم النبي عليه السلام بالخروج، ولم يكونوا يرون أنه يكون قتال، وإنما ظنوا أنها العير، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن خف معه. فقول أبي نضرة إنه لم يكن هناك مسلم غيرهم وإنهم لو انحازوا، انحازوا إلى المشركين، غلط لما وصفنا.. وقد قيل: إنه لم يكن جائزا لهم الانحياز يومئذ لأنهم كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن الانحياز جائزا لهم عنه، قال الله تعالى: ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه : فلم يكن يجوز لهم أن يخذلوا نبيهم - صلى الله عليه وسلم - وينصرفوا عنه ويسلموه، وإن كان الله قد تكفل بنصره وعصمه من الناس، كما قال الله تعالى: والله يعصمك من الناس وكان ذلك فرضا عليهم، قلت أعداؤهم أو كثروا، وأيضا فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان فئة المسلمين يومئذ، ومن كان بمنحاز عن القتال فإنما كان يجوز له الانحياز على شرط أن يكون انحيازه إلى فئة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - فئتهم يومئذ، ولم تكن فئة غيره. قال ابن عمر: المدينة، فقلنا: نحن الفرارون. فقال النبي عليه السلام: " أنا فئتكم " . فمن كان بالبعد من النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا انحاز عن الكفار فإنما كان يجوز له الانحياز إلى فئة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا كان معهم في القتال لم يكن هناك فئة غيره ينحازون إليه، فلم يكن يجوز لهم الفرار. وقال كنت في جيش، فحاص الناس حيصة واحدة ورجعنا إلى في قوله تعالى: الحسن ومن يولهم يومئذ دبره قال: شددت على أهل بدر. وقال الله تعالى: إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا وذلك لأنهم فروا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك يوم حنين فروا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعاقبهم الله على ذلك في قوله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم، فلم تغن عنكم شيئا، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت، ثم وليتم مدبرين .. فهذا كان حكمهم إذا كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قل العدو أو كثر، إذا لم يجد الله فيه شيئا.. وقال الله تعالى في آية أخرى: يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال، إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا وهذا - والله أعلم - في الحال التي لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - حاضرا معهم، فكان على العشرين أن يقاتلوا المائتين لا يهربوا عنهم، فإذا كان عدد العدو أكثر من ذلك أباح لهم التحيز إلى فئة من المسلمين فيهم نصرة لمعاودة القتال، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله فروي عن أنه قال: كتب عليكم ألا يفر واحد من عشرة: ثم قلت: ابن عباس الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ... الآية. فكتب عليكم ألا يفر مئة من مئتين. وقال إن فر رجل من رجلين فقد فر، وإن فر من ثلاثة فلم يفر - قال الشيخ يعني بقوله: فقد فر: الفرار من الزحف المراد بالآية، والذي في الآية إيجاب فرض القتال على الواحد لرجلين من الكفار، فإن زاد عدد الكفار على اثنين فجائز حينئذ للواحد التحيز إلى فئة من المسلمين فيها نصرة، [ ص: 1489 ] فأما إن أراد الفرار ليلحق بقوم من المسلمين لا نصرة معهم فهو من أهل الوعيد المذكور في قوله تعالى: ابن عباس: ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : . وقال " أنا فئة كل مسلم " لما بلغه أن عمر بن الخطاب أبا عبيد بن مسعود استقتل يوم الجيش حتى قتل ولم ينهزم: " رحم الله أبا عبيد! لو انحاز إلي لكنت له فئة " . فلما رجع إليه أصحاب
أبي عبيد قال: " أنا فئة لكم " ولم يعنفهم.. وهذا الحكم عندنا (يعني عند الحنفية) ثابت، ما لم يبلغ عدد جيش المسلمين اثني عشر ألفا لا يجوز لهم أن ينهزموا عن مثليهم إلا متحرفين لقتال، وهو أن يصيروا من موضع إلى غيره مكايدين لعدوهم، ونحو ذلك، مما لا يكون فيه انصراف عن الحرب، أو متحيزين إلى فئة من المسلمين يقاتلونهم معهم. فإذا بلغوا اثني عشر ألفا فإن محمد بن الحسن ذكر أن الجيش إذا بلغوا كذلك فليس لهم أن يفروا من عدوهم، وإن كثر عددهم، ولم يذكر خلافا بين أصحابنا فيه (يعني الحنفية) واحتج بحديث عن الزهري عبيد الله بن عبد الله، أن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ابن عباس وفي بعضها: " خير الأصحاب أربعة. وخير السرايا أربع مائة. وخير الجيوش أربعة آلاف. ولن يؤتى اثنا عشر ألفا من قلة ولن يغلبوا " " ما غلب قوم يبلغون اثني عشر ألفا إذا اجتمعت كلمتهم " . وذكر أن الطحاوي سئل، فقيل له: أيسعنا التخلف عن قتال من خرج عن أحكام الله وحكم بغيرها؟ فقال مالكا إن كان معك اثنا عشر ألفا مثلك لم يسعك التخلف، وإلا فأنت في سعة من التخلف.. وكان السائل له مالك: عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر. وهذا المذهب موافق لما ذكر محمد بن الحسن. والذي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في اثني عشر ألفا فهو أصل في هذا الباب، وإن كثر عدد المشركين فغير جائز لهم أن يفروا منهم وإن كانوا أضعافهم لقوله - صلى الله عليه وسلم - " إذا اجتمعت كلمتهم " . وقد أوجب عليهم بذلك جمع كلمتهم " ... انتهى.
كذلك أورد " ابن العربي " في " أحكام القرآن " تعقيبا على الخلاف في المقصود بهذا الحكم قال:
" اختلف الناس: هل الفرار يوم الزحف مخصوص بيوم بدر، أم عام في الزحوف كلها إلى يوم القيامة؟
" فروى أن ذلك يوم أبو سعيد الخدري بدر، لم يكن لهم فئة إلا رسول الله، وبه قال نافع، والحسن، وقتادة، ويزيد بن حبيب، والضحاك.
" ويروى عن وسائر العلماء أن الآية باقية إلى يوم القيامة وإنما شذ من شذ بخصوص ذلك يوم ابن عباس بدر بقوله: " ومن يولهم يومئذ دبره " فظن قوم أن ذلك إشارة إلى يوم بدر. وليس به. وإنما ذلك إشارة إلى يوم الزحف.
" والدليل عليه أن الآية نزلت بعد القتال، وانقضاء الحرب، وذهاب اليوم بما فيه. وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حسبما قدمناه في الحديث الصحيح أن الكبائر كذا ... وعد الفرار يوم الزحف. وهذا نص في المسألة يرفع الخلاف، ويبين الحكم، وقد نبهنا على النكتة التي وقع الإشكال فيها لمن وقع باختصاصه بيوم بدر " ..
ونحن نأخذ بهذا الذي ذكره ابن العربي من رأي " وسائر العلماء " .. ذلك أن التولي يوم الزحف على إطلاقه يستحق هذا التشديد لضخامة آثاره الحركية من ناحية ولمساسه بأصل الاعتقاد من ناحية.. ابن عباس
إن قلب المؤمن ينبغي أن يكون راسخا ثابتا لا تهزمه في الأرض قوة، وهو موصول بقوة الله الغالب على أمره، القاهر فوق عباده.. وإذا جاز أن تنال هذا القلب هزة - وهو يواجه الخطر - فإن هذه الهزة لا يجوز أن [ ص: 1490 ] تبلغ أن تكون هزيمة وفرارا. والآجال بيد الله، فما يجوز أن يولي المؤمن خوفا على الحياة. وليس في هذا تكليف للنفس فوق طاقتها. فالمؤمن إنسان يواجه عدوه إنسانا. فهما من هذه الناحية يقفان على أرض واحدة. ثم يمتاز المؤمن بأنه موصول بالقوة الكبرى التي لا غالب لها. ثم إنه إلى الله إن كان حيا، وإلى الله إن كتبت له الشهادة. فهو في كل حالة أقوى من خصمه الذي يواجهه وهو يشاق الله ورسوله.. ومن ثم هذا الحكم القاطع:
ومن يولهم يومئذ دبره - إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة - فقد باء بغضب من الله، ومأواه جهنم وبئس المصير .
ولا بد أن نقف هنا عند التعبير ذاته، وما فيه من إيماءات عجيبة: " فلا تولوهم الأدبار " .. " ومن يولهم يومئذ دبره " .. فهو تعبير عن الهزيمة في صورتها الحسية، مع التقبيح والتشنيع، والتعريض بإعطاء الأدبار للأعداء! .. ثم: " فقد باء بغضب من الله " .. فالمهزوم مول ومعه " غضب من الله " يذهب به إلى مأواه:
ومأواه جهنم وبئس المصير ..
وهكذا تشترك ظلال التعبير مع دلالته في رسم الجو العام وتثير في الوجدان شعور الاستقباح والاستنكار للتولي يوم الزحف والفرار.
ثم يمضي السياق بعد هذا التحذير من التولي يوم الزحف ليكشف لهم عن يد الله وهي تدير المعركة من ورائهم وتقتل لهم أعداءهم، وترمي لهم وتصيب ... وهم ينالون أجر البلاء لأن الله يريد أن يتفضل عليهم بحسن البلاء، ليثيبهم عليه من فضله وهو الذي وهبهم إياه:
فلم تقتلوهم، ولكن الله قتلهم، وما رميت - إذ رميت - ولكن الله رمى. وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا. إن الله سميع عليم ..
وتذهب الروايات المأثورة إلى تفسير الرمي هنا بأنه رمية الحصى التي حثاها النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجوه الكفار، وهو يقول: " شاهت الوجوه. شاهت الوجوه " فأصابت وجوه المشركين ممن كتب عليهم القتل في علم الله..
ولكن دلالة الآية أعم. فهي تمثل تدبير الله للأمر كله من وراء الحركة الظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم والعصبة المسلمة معه. ولذلك تلاها قول الله تعالى:
وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ..
أي ليرزقهم من عنده أن يبلوا البلاء الحسن الذي ينالون عليه الأجر، بعد أن يكتب لهم به النصر. فهو الفضل المضاعف أولا وأخيرا.
إن الله سميع عليم ..
يسمع استغاثتكم ويعلم حالكم ويجعلكم ستارا لقدرته، متى علم منكم الخلوص له ويعطيكم النصر والأجر.. كما أعطاكم هذا وذاك في بدر..
ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين ..
وهذه أخرى بعد تلك الأولى! إن التدبير لا ينتهي عند أن يقتل لكم أعداءكم بأيديكم، ويصيبهم برمية رسولكم، ويمنحكم حسن البلاء ليأجركم عليه.. إنما هو يضيف إليه توهين كيد الكافرين، وإضعاف تدبيرهم [ ص: 1491 ] وتقديرهم.. فلا مجال إذن للخوف، ولا مجال إذن للهزيمة، ولا مجال إذن لأن يولي المؤمنون الأدبار عند لقاء الكفار..
ويتصل السياق هنا بكل ملابسات المعركة.. فإذا كان الله هو الذي قتل المشركين، وهو الذي رماهم، وهو الذي أبلى المؤمنين فيها ذلك البلاء الحسن، وهو الذي أوهن كيد الكافرين.. فما النزاع والاختلاف إذن في الأنفال، والمعركة كلها أديرت بتدبير الله وبتقديره، وليس لهم فيها إلا أن كانوا ستارا لهذا التدبير والتقدير ؟!