يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون
6- يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم أي: أردتم القيام إلى الصلاة وأنتم محدثون فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق أي: معها كما بينته السنة وامسحوا برءوسكم الباء للإلصاق أي: ألصقوا المسح بها من غير إسالة ماء وهو اسم جنس فيكفي أقل ما يصدق عليه وهو وعليه مسح بعض الشعر الشافعي وأرجلكم بالنصب عطفا على أيديكم وبالجر على الجوار إلى الكعبين أي: معهما كما بينته السنة وهما العظمان الناتئان في كل رجل عند مفصل الساق والقدم، والفصل بين الأيدي والأرجل المغسولة بالرأس الممسوح يفيد في طهارة هذه الأعضاء وعليه وجوب الترتيب ويؤخذ من السنة الشافعي، كغيره من العبادات وجوب النية فيه وإن كنتم جنبا فاطهروا فاغتسلوا وإن كنتم مرضى مرضا يضره الماء أو على سفر أي: مسافرين أو جاء أحد منكم من الغائط أي: أحدث أو لامستم النساء سبق مثله في آية النساء فلم تجدوا ماء بعد طلبه فتيمموا اقصدوا صعيدا طيبا ترابا طاهرا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم مع المرفقين منه بضربتين والباء للإلصاق وبينت السنة أن المراد استيعاب العضوين بالمسح ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ضيق بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم ولكن يريد ليطهركم من الأحداث والذنوب وليتم نعمته عليكم بالإسلام ببيان شرائع الدين لعلكم تشكرون نعمه.