قوله تعالى : لا يسخر قوم من قوم ، الآية \ 11.
نهى الله تعالى بهذه الآية عن عيب من لا يستحق أن يعاب تحقيرا له، لأن ذلك هو معنى السخرية به، فأخبر أنه وإن كان أرفع حالا منه في الدنيا، فعسى أن يكون المسخور منه خيرا في الآخرة، وخيرا عند الله تعالى.
[ ص: 383 ] وقوله تعالى : ولا تلمزوا أنفسكم ، الآية \ 11.
قال رحمه الله : هو كقوله تعالى : أبو بكر ولا تقتلوا أنفسكم أي لا يقتل بعضكم بعضا ولا يلمز بعضكم بعضا لأن المؤمنين كنفس واحدة فكأنه بقتله أخيه قاتل نفسه، وكقوله : فسلموا على أنفسكم أي يسلم بعضكم على بعض.
واللمز : العيب، يقال لمزه إذا عابه، ومنه قوله : ومنهم من يلمزك في الصدقات .
فأما من كان معنيا بالفجور فتعينه بما فيه جائز، قال في الحسن اللهم إنك أنت أمته فاقطع عنا سنته، وفي رواية: شينه، فإنه أتانا أخفش أعيمش يمد بيد قصيرة البنان، والله ما عرق فيها عنان في سبيل الله تعالى برجل جمثه، ويخطر في مشيته، ويصعد المنبر فيهذر حتى تفوت الصلاة، لا من الله يتقي، ولا من الناس يستحي، فرقه الله تعالى وتحته مائة ألف أو يزيدون، لا يقول له قائل : الصلاة أيها الرجل. . ثم قال الحجاج : : هيهات والله، حال دون ذلك السوط والسيف. الحسن
قوله تعالى : ولا تنابزوا بالألقاب ، الآية \ 11.
ذكر عن الحسن أنه كان عند النبي عليه الصلاة والسلام، وكان بينه وبين رجل منازعة، فقال له أبو ذر : "يا ابن اليهودية، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : أما ترى هاهنا بين أحمر وأسود ما أنت [ ص: 384 ] أفضل منه إلا بالتقوى "، قال فنزلت هذه الآية : أبو ذر ولا تنابزوا بالألقاب .
قال : ذلك لأن لا تقول لأخيك المسلم يا فاسق يا منافق. قتادة
والنهي يختص بما يكرهه الإنسان، فأما الأوصاف الجارية غير هذا المجرى فغير مكروهة، وقد عليا أبا تراب سمى النبي عليه الصلاة والسلام : يا أبا الأذنين، لأنس وغير النبي عليه الصلاة والسلام أسماء قوم فسمى العاص عبد الله، وسمى شهابا هشاما، وسمى حزنا سهلا. وقال