قوله تعالى: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا (200):
قضاء المناسك أداؤها على التمام مثل قوله تعالى:
فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا .
وقال صلى الله عليه وسلم: "فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا"
يعني: فافعلوا على تمام.
وقوله تعالى: فاذكروا الله كذكركم آباءكم : فيه معنيان محتملان:
أحدهما: الأذكار المفعولة في خلال المناسك كقوله:
إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن .
وهو مأمور به قبل الطلاق على مجرى قولهم: إذا حججت فطف بالبيت، وإذا صليت فتوضأ، وإذا أحرمت فاغتسل.
قوله تعالى: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله ، [ ص: 120 ] يجوز أن يريد به الأذكار المسنونة بعرفات والمزدلفة، وعند الرمي والطواف، وقد قيل فيه: إن أهل الجاهلية، كانوا يقفون عند قضاء المناسك، ذاكرين مآثرهم ومفاخرهم، فأبدلهم الله تعالى ذلك بذكره والثناء عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم:
"إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظيمها للآباء، الناس من آدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"، ثم تلا:
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى إلى قوله: عليم خبير .