ولما تم ذلك ، وكان الحال مقتضيا - مع ما نصب من الأدلة الواضحة على الوحدانية - لأن يجيبوا بالتصديق - كان كأنه قيل : فبماذا كان جوابهم؟ فقال : قال الملأ أي : الأشراف الذين يملأ العيون مرآهم عظمة ، وتتوجه العيون في المحافل إليهم ، ولم يصفهم في هذه السورة بالكفر لأن ذلك أدخل في التسلية ؛ لأنها أول سورة قص فيها مثل هذا في ترييب الكتاب ، ولأن من آمن به مطلقا كانوا في جنب من لم يؤمن في غاية القلة ، فكيف عند تقييدهم بالشرف! وأكد ذمهم تسلية لهذا النبي الكريم بالتعريف بقربهم منه في النسب بقوله : من قومه وقابلوا رقته وأدبه بغلظة مؤكدا ما تضمنته من البهتان لأن حالهم مكذب لهم فقالوا : إنا لنراك أي : كل واحد منا يعتقد اعتقادا هو في الثقة به كالرؤية أنك في ضلال أي : خطأ وذهاب عن الصواب ، هو ظرف لك محيط بك مبين أي : ظاهر في نفسه حتى كأنه يظهر ذلك لغيره .