ولما فرغ من ترغيبهم في القرآن بأنه من عند الله وأنه مصدق لكتابهم وفي جبريل بأنه الآتي به بإذن الله ومن ترهيبهم من عداوته أتبعه مدح هذا القرآن ، وأنه واضح الأمر لمريد الحق وإن كفر به منهم أو من غيرهم فاسق أي : خارج عما يعرف من الحق فإنه بحيث لا يخفى على أحد فقال تعالى عطفا على قوله : فإنه نـزله على قلبك بإذن الله أو قوله : ولقد جاءكم موسى بالبينات أو على ما تقديره : فلقد بان بهذا الذي نزله جبريل عليه السلام أن الآخرة ليست خالصة لهم وأنهم [ ص: 70 ] ممن أحاطت به خطيئته لكفره : ولقد أنـزلنا : بعظمتنا في ذلك وغيره ، إليك وأنت أعظم الخلق ، آيات بينات في الدلالة على صدقك وصحة أمرك ، والبينة الدلالة الفاصلة بين القصة الصادقة والكاذبة ، ففسقوا بكفرهم بها ، وما يكفر بها منهم ومن غيرهم إلا الفاسقون الذين الفسق لهم صفة لازمة ، وعن أن الحسن ، [ ص: 71 ] وفي ذلك رجوع إلى وصف الكتاب الذي هو مقصود السورة . الفسق إذا استعمل في نوع من المعاصي وقع على أعظمه من كفر وغيره