ولما كان هذا موجبا لهم - ولابد - حتى يصلوا إلى ما حكم عليهم به من النار، قال مستأنفا: الإصرار على المعاصي إن كيدي أي: فعلي الذي ظاهره رفعة وباطنه [ضيعة] ظاهره إحسان وباطنه خذلان متين أي: شديد قوي لا يمكن أحدا قطعه، قال الإمام بعد تأويل للمعتزله حملهم عليه إيجابهم رعاية الأصلح: وأنا شديد التعجب من المعتزلة، يرون القرآن كالبحر الذي لا ساحل له مملوءا من هذه الآيات، والدلائل العقلية القاهرة مطابقة لها، ثم يكتفون في تأويلها - أي: عن أنه تعالى يريد الشر - بهذه الوجوه الضعيفة إلا أن علمي بما أراد الله كائن، مزيل هذا التعجب.