ولما حذرهم من اتخاذ وليجة من دونه، شرع يبين أن الوليجة التي يتخذها بعضهم لا تصلح للعاطفة بما اتصفت به من محاسن الأعمال ما لم توضع تلك المحاسن على الأساس الذي هو الإيمان المبين بدلائله، فقال سائقا له مساق جواب قائل قال: إن فيهم من أفعال الخير ما يدعو إلى الكف عنهم من عمارة المسجد الحرام وخدمته وتعظيمه!
nindex.php?page=treesubj&link=1926_1957_25510_30431_30437_30515_30539_30551_3295_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17ما كان للمشركين عبر بالوصف دون الفعل لأن جماعة ممن أشرك أسلم بعد ذلك فصار أهلا لما نفي عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17أن يعمروا مساجد الله أي: وهو المنزه بإحاطته بصفات الكمال; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13889البغوي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: ما كان للمشركين أن يتركوا فيكونوا أهل المسجد الحرام، ثم قال في توجيه قراءة الجمع: قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: إنما قال: مساجد الله؛ لأنه قبلة المساجد كلها - يعني فعامره عامر جميع المساجد، ويجوز أن يراد الجنس، وإذا
[ ص: 401 ] لم يصلحوا لعمارة الجنس دخل المسجد الحرام لأنه صدر الجنس، وذلك آكد لأنه بطريق الكناية - قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : وربما ذهب العرب بالواحد إلى الجمع وبالجمع إلى الواحد؛ ألا ترى أن الرجل يركب البرذون فيقول: أخذت في ركوب البراذين، ويقال: فلان كثير الدرهم والدينار. انتهى.
فتحرر أن المعنى: منعهم من إقامة شعائره بطواف أو زيارة أو غير ذلك لأنهم نجس - كما يأتي.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17شاهدين على أنفسهم أي: التي هي معدن الأرجاس والأهوية
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17بالكفر أي: بإقرارهم؛ لأنه بيت الله وهم يعبدون غير الله وقد نصبوا فيه الأصنام بغير إذنه وادعوا أنها شركاؤه، فإذن عمارتهم تخريب لتنافي عقدهم وفعلهم، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13889البغوي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: شهادتهم سجودهم للأصنام، وذلك أنهم كانوا نصبوا أصنامهم خارج البيت الحرام عند القواعد وكانوا يطوفون بالبيت عراة، كلما طافوا شوطا سجدوا لأصنامهم.
ولما نفى قبيح ما يفعلون حسن ما يعتقدون، أشار إلى بعدهم عن الخير بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17أولئك حبطت أعمالهم أي: من العمارة والحجابة والسقاية وغير ذلك، فسدت ببطلان معانيها لبنائها على غير أساس
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17وفي النار هم أي: خاصة ومن فعل كفعلهم فهو منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17خالدون [ ص: 402 ] أي: بجعلهم الكفر مكان الإيمان.
وَلَمَّا حَذَّرَهُمْ مِنَ اتِّخَاذِ وَلِيجَةٍ مِنْ دُونِهِ، شَرَعَ يُبَيِّنُ أَنَّ الْوَلِيجَةَ الَّتِي يَتَّخِذُهَا بَعْضُهُمْ لَا تَصْلُحُ لِلْعَاطِفَةِ بِمَا اتَّصَفَتْ بِهِ مِنْ مَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ مَا لَمْ تُوضَعْ تِلْكَ الْمَحَاسِنُ عَلَى الْأَسَاسِ الَّذِي هُوَ الْإِيمَانُ الْمُبَيَّنُ بِدَلَائِلِهِ، فَقَالَ سَائِقًا لَهُ مَسَاقَ جَوَابِ قَائِلٍ قَالَ: إِنَّ فِيهِمْ مِنْ أَفْعَالِ الْخَيْرِ مَا يَدْعُو إِلَى الْكَفِّ عَنْهُمْ مِنْ عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَخِدْمَتِهِ وَتَعْظِيمِهِ!
nindex.php?page=treesubj&link=1926_1957_25510_30431_30437_30515_30539_30551_3295_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ عَبَّرَ بِالْوَصْفِ دُونَ الْفِعْلِ لِأَنَّ جَمَاعَةً مِمَّنْ أَشْرَكَ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَارَ أَهْلًا لِمَا نُفِيَ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ أَيْ: وَهُوَ الْمُنَزَّهُ بِإِحَاطَتِهِ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13889الْبَغَوِيُّ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يُتْرَكُوا فَيَكُونُوا أَهْلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، ثُمَّ قَالَ فِي تَوْجِيهِ قِرَاءَةِ الْجَمْعِ: قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: إِنَّمَا قَالَ: مَسَاجِدَ اللَّهِ؛ لِأَنَّهُ قِبْلَةُ الْمَسَاجِدِ كُلِّهَا - يَعْنِي فَعَامِرُهُ عَامِرٌ جَمِيعَ الْمَسَاجِدِ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ الْجِنْسُ، وَإِذَا
[ ص: 401 ] لَمْ يَصْلُحُوا لِعِمَارَةِ الْجِنْسِ دَخَلَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ لِأَنَّهُ صَدْرُ الْجِنْسِ، وَذَلِكَ آكَدُ لِأَنَّهُ بِطَرِيقِ الْكِنَايَةِ - قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : وَرُبَّمَا ذَهَبَ الْعَرَبُ بِالْوَاحِدِ إِلَى الْجَمْعِ وَبِالْجَمْعِ إِلَى الْوَاحِدِ؛ أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ يَرْكَبُ الْبِرْذَوْنَ فَيَقُولُ: أَخَذْتُ فِي رُكُوبِ الْبَرَاذِينِ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَثِيرُ الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ. انْتَهَى.
فَتَحَرَّرَ أَنَّ الْمَعْنَى: مَنْعُهُمْ مِنْ إِقَامَةِ شَعَائِرِهِ بِطَوَافٍ أَوْ زِيَارَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ نَجَسٌ - كَمَا يَأْتِي.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَيِ: الَّتِي هِيَ مَعْدِنُ الْأَرْجَاسِ وَالْأَهْوِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17بِالْكُفْرِ أَيْ: بِإِقْرَارِهِمْ؛ لِأَنَّهُ بَيْتُ اللَّهِ وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَ اللَّهِ وَقَدْ نَصَبُوا فِيهِ الْأَصْنَامَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ وَادَّعَوْا أَنَّهَا شُرَكَاؤُهُ، فَإِذْنُ عِمَارَتِهِمْ تَخْرِيبٌ لِتَنَافِي عَقْدِهِمْ وَفِعْلِهِمْ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13889الْبَغَوِيُّ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: شَهَادَتُهُمْ سُجُودُهُمْ لِلْأَصْنَامِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا نَصَبُوا أَصْنَامَهُمْ خَارِجَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ عِنْدَ الْقَوَاعِدِ وَكَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُرَاةً، كُلَّمَا طَافُوا شَوْطًا سَجَدُوا لِأَصْنَامِهِمْ.
وَلَمَّا نَفَى قَبِيحُ مَا يَفْعَلُونَ حُسْنَ مَا يَعْتَقِدُونَ، أَشَارَ إِلَى بُعْدِهِمْ عَنِ الْخَيْرِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ أَيْ: مِنَ الْعِمَارَةِ وَالْحِجَابَةِ وَالسِّقَايَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَسَدَتْ بِبُطْلَانِ مَعَانِيهَا لِبِنَائِهَا عَلَى غَيْرِ أَسَاسٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17وَفِي النَّارِ هُمْ أَيْ: خَاصَّةً وَمَنْ فَعَلَ كَفِعْلِهِمْ فَهُوَ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=17خَالِدُونَ [ ص: 402 ] أَيْ: بِجَعْلِهِمُ الْكُفْرَ مَكَانَ الْإِيمَانِ.