ولما أمره من تطهيرهم بما يعيدهم إلى ما كانوا عليه قبل الذنب، عطف على قوله خذ قوله تحذيرا لهم من مثل ما وقعوا فيه: وقل اعملوا أي بعد طهارتكم فسيرى الله أي الذي له الإحاطة الكاملة عملكم أي بما له من إحاطة العلم والقدرة فاعملوا عمل من [ ص: 14 ] يعلم أنه بعين الله ورسوله أي: بإعلام الله له. ولما كان هذا القسم من المؤمنين فكانت أعمالهم خفاء فيها، قال: والمؤمنون فزينوا أعمالكم جهدكم وأخلصوا، وفي الأحاديث: « لو أن رجلا عمل في صخرة لا باب لها لأظهر الله عمله للناس كائنا ما كان ».
ولما كان هذا السياق للمؤمنين حذف منه "ثم" لكنه لما كان للمذنبين أكد بالسين فقال: وستردون أي: بوعد لا خلف فيه إلى عالم الغيب والشهادة أي: بعد الموت والبعث فينبئكم أي: بعلمه بكل شيء بما كنتم تعملون أي: ما أظهرتم عمله وما كان في غرائزكم، فلو تأخرتم تطهرتم، يجاريكم على حسنة ويزيد من فضله، وعلى سيئة عدلا إن شاء ولا يظلم مثقال ذرة.