ولما أخبر سبحانه عن دعائه عليه السلام أخبر \ بإجابته بقوله مستأنفا: قال ولما كان [الموضع] محل التوقع للإجابة، افتتحه بحرفه فقال: قد أجيبت دعوتكما والبناء للمفعول أدل على القدرة وأوقع في النفس من جهة الدلالة على الفاعل بالاستدلال، وثنى للإعلام بأن هارون عليه السلام مع موسى عليه السلام في هذا الدعاء، لأنه معه كالشيء الواحد لا خلاف منه له أصلا وإن كان غائبا، وذلك [ ص: 183 ] كما رضي الله عنه في عمرة الحديبية فضرب بإحدى يديه على الأخرى وهو غائب في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم، عثمان وكذا ضرب له في غزوة بايع النبي صلى الله عليه وسلم عن بدر بسهمه وأجره وكان غائبا.
ولما كانت ، سبب عن ذلك قوله: الطاعة وانتظار الفرج وإن طال زمنه أعظم أسباب الإجابة فاستقيما أي: فاثبتا على التعبد والتذلل والخضوع لربكما كما أن نوحا عليه السلام ثبت على ذلك وطال زمنه جدا واشتد أذاه ولم يضجر; ولما كان الصبر شديدا أكد قوله: ولا تتبعان بالاستعجال أو الفترة عن الشكر سبيل الذين لا يعلمون