ولما أخبر سبحانه بما فعل بالقرى الظالمة، وحذر كل من فعل أفعالهم بسطواته في الدنيا والآخرة، وأمر باتباع أمره والإعراض عن اختلافهم الذي حكم به وأراده، عطف على قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=100نقصه عليك قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28882_30614_32016_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وكلا نقص أي: ونقص
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120عليك كل نبأ؛ أي: خبر عظيم جدا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120من أنباء الرسل مع أممهم: صالحيهم وفاسديهم، فعم تفخيما للأمر، ولما كان الذي جر هذه \ القصص ما مضى من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك - الآية. وكان ساكن الصدر القلب، وهو الفؤاد الذي به قوام الإنسان بل الحيوان، وهو أحر ما فيه، ولذا عبر عنه بما اشتق من الفأد وهو
[ ص: 404 ] الحرق، وكان من لازم الحرارة الاضطراب والتقلب الذي اشتق منه القلب فيضيق به الصدر، أبدل من " كلا " قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120ما نثبت أي: تثبيتا عظيما
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120به فؤادك أي: فيسكن في موضعه ويطمئن أو يزداد يقينه فلا يضيق الصدر من قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12لولا أنـزل عليه كنـز أو جاء معه ملك ونحوه، وبهذا تبين أن المراد بذلك العام خاص لحصوله المقصود له، وهو التسلية نظرا إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12وضائق به صدرك لأن المشاركة في الأمور الصعبة تهون على الإنسان ما يلقى من الأذى، والإعلام بعقوبات المكذبين فيها تأنيس للمكروب; والتثبيت: تمكين إقامة الشيء; والفؤاد: العضو الذي من شأنه أن يحمى بالغضب الحال فيه، من المفتأد وهو المستوي.
ولما بين أن كل ما قص عليه من أخبارهم يستلزم هذا المقصود، بين أنه ليس كما يعلل به غالبا من الأخبار الفارغة والأحاديث المزخرفة الباطلة ولا مما ينقله المؤرخون مشوبا بالتحريف فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وجاءك في هذه أي الأخبار
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120الحق أي الكامل في الثبات الذي لا مرية فيه، وفائدة الظرف التأكيد لعظم المقصود من آية:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12فلعلك وصعوبته.
ولما كان الحق حقا بالنسبة إلى كل أحد عرفه ونكر ما هو خاص بقوم دون قوم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وموعظة أي: مرقق للقلوب
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وذكرى أي: تذكير عظيم جدا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120للمؤمنين أي الراسخين في الإيمان، وقد
[ ص: 405 ] تضمنت الآية الاعتبار من قصص الرسل بما فيها من حسن صبرهم على أممهم واجتهادهم على دعائهم إلى عبادة الله بالحق وتذكير الخير والشر وما يدعو إليه كل منهما من عاقبة النفع والضر للثبات على ذلك جميعه اقتداء بهم.
وَلَمَّا أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِمَا فُعِلَ بِالْقُرَى الظَّالِمَةِ، وَحَذَّرَ كُلَّ مَنْ فَعَلَ أَفْعَالَهُمْ بِسَطَوَاتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَمَرَ بِاتِّبَاعِ أَمْرِهِ وَالْإِعْرَاضِ عَنِ اخْتِلَافِهِمُ الَّذِي حَكَمَ بِهِ وَأَرَادَهُ، عَطَفَ عَلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=100نَقُصُّهُ عَلَيْكَ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28882_30614_32016_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَكُلا نَقُصُّ أَيْ: وَنَقُصُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120عَلَيْكَ كُلَّ نَبَأٍ؛ أَيْ: خَبَرٍ عَظِيمٍ جِدًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَعَ أُمَمِهِمْ: صَالِحِيهِمْ وَفَاسِدِيهِمْ، فَعَمَّ تَفْخِيمًا لِلْأَمْرِ، وَلَمَّا كَانَ الَّذِي جَرَّ هَذِهِ \ الْقِصَصَ مَا مَضَى مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ - الْآيَةَ. وَكَانَ سَاكِنُ الصَّدْرِ الْقَلْبَ، وَهُوَ الْفُؤَادُ الَّذِي بِهِ قِوَامُ الْإِنْسَانِ بَلِ الْحَيَوَانِ، وَهُوَ أَحَرُّ مَا فِيهِ، وَلِذَا عَبَّرَ عَنْهُ بِمَا اشْتُقَّ مِنَ الْفَأْدِ وَهُوَ
[ ص: 404 ] الْحَرْقُ، وَكَانَ مِنْ لَازِمِ الْحَرَارَةِ الِاضْطِرَابُ وَالتَّقَلُّبُ الَّذِي اشْتُقَّ مِنْهُ الْقَلْبُ فَيَضِيقُ بِهِ الصَّدْرُ، أَبْدَلَ مِنْ " كُلًّا " قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120مَا نُثَبِّتُ أَيْ: تَثْبِيتًا عَظِيمًا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120بِهِ فُؤَادَكَ أَيْ: فَيَسْكُنُ فِي مَوْضِعِهِ وَيَطْمَئِنَّ أَوْ يَزْدَادَ يَقِينُهُ فَلَا يَضِيقُ الصَّدْرُ مِنْ قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12لَوْلا أُنْـزِلَ عَلَيْهِ كَنْـزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ وَنَحْوِهِ، وَبِهَذَا تَبَيَّنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ الْعَامِّ خَاصٌّ لِحُصُولِهِ الْمَقْصُودَ لَهُ، وَهُوَ التَّسْلِيَةُ نَظَرًا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ لِأَنَّ الْمُشَارَكَةَ فِي الْأُمُورِ الصَّعْبَةِ تُهَوِّنُ عَلَى الْإِنْسَانِ مَا يَلْقَى مِنَ الْأَذَى، وَالْإِعْلَامَ بِعُقُوبَاتِ الْمُكَذِّبِينَ فِيهَا تَأْنِيسٌ لِلْمَكْرُوبِ; وَالتَّثْبِيتُ: تَمْكِينُ إِقَامَةِ الشَّيْءِ; وَالْفُؤَادُ: الْعُضْوُ الَّذِي مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَحْمَى بِالْغَضَبِ الْحَالِّ فِيهِ، مِنَ الْمُفْتَأَدِ وَهُوَ الْمُسْتَوِي.
وَلَمَّا بَيَّنَ أَنَّ كُلَّ مَا قُصَّ عَلَيْهِ مِنْ أَخْبَارِهِمْ يَسْتَلْزِمُ هَذَا الْمَقْصُودَ، بَيَّنَ أَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يُعَلَّلُ بِهِ غَالِبًا مِنَ الْأَخْبَارِ الْفَارِغَةِ وَالْأَحَادِيثِ الْمُزَخْرَفَةِ الْبَاطِلَةِ وَلَا مِمَّا يَنْقُلُهُ الْمُؤَرِّخُونَ مَشُوبًا بِالتَّحْرِيفِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ أَيِ الْأَخْبَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120الْحَقُّ أَيِ الْكَامِلُ فِي الثَّبَاتِ الَّذِي لَا مِرْيَةَ فِيهِ، وَفَائِدَةُ الظَّرْفِ التَّأْكِيدُ لِعِظَمِ الْمَقْصُودِ مِنْ آيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=12فَلَعَلَّكَ وَصُعُوبَتِهِ.
وَلَمَّا كَانَ الْحَقُّ حَقًّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ عَرَّفَهُ وَنَكَّرَ مَا هُوَ خَاصٌّ بِقَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَمَوْعِظَةٌ أَيْ: مُرَقِّقٍ لِلْقُلُوبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَذِكْرَى أَيْ: تَذْكِيرٌ عَظِيمٌ جِدًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120لِلْمُؤْمِنِينَ أَيِ الرَّاسِخِينَ فِي الْإِيمَانِ، وَقَدْ
[ ص: 405 ] تَضَمَّنَتِ الْآيَةُ الِاعْتِبَارَ مِنْ قَصَصِ الرُّسُلِ بِمَا فِيهَا مِنْ حُسْنِ صَبْرِهِمْ عَلَى أُمَمِهِمْ وَاجْتِهَادِهِمْ عَلَى دُعَائِهِمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَتَذْكِيرِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ كُلٌّ مِنْهُمَا مِنْ عَاقِبَةِ النَّفْعِ وَالضُّرِّ لِلثَّبَاتِ عَلَى ذَلِكَ جَمِيعِهِ اقْتِدَاءً بِهِمْ.