ثم قيل جوابا لمن كأنه قال: ما قال بعد علمه بذلك؟ : قال رب أي [أيها -] المحسن إلي بالتقريب! اجعل لي على ذلك آية أي علامة تدلني على وقوعه قال أي الله: آيتك على وقوع ذلك ألا تكلم الناس أي لا تقدر على كلامهم.
ولما بدئت السورة بالرحمة، وكان الليل محل تنزلها - الحديث، قال: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول" ثلاث ليال [أي بأيامها - كما دل عليه التعبير بالأيام في آل عمران -] حال كونك سويا من غير خرس ولا مرض ولا حبسة عن مطلق الكلام، بل تناجي ربك فيها بتسبيحه وتحميده وتلاوة كتابه وكل ما أردت من مثل ذلك وكذا من عدا الناس من الملائكة وغيرهم من صالح عباد الله، وجعلت الآية الدالة عليه سكوتا عن غير ذكر الله دلالة على إخلاصه وانقطاعه بكليته إلى الله دون غيره