ولما قررهم بالعالمين: العلوي والسفلي، أمره بأن يقررهم بما هو أعم منهما وأعظم، فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=29687_32438_34153_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88قل من بيده أي خاصة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88ملكوت كل شيء أي من العالمين وغيرهما، والملكوت
[ ص: 178 ] الملك البليغ الذي لا نقص فيه بوجه; قال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : كانت
العرب إذا كان السيد فيهم فأجار أحدا لا يخفر في جواره وليس لمن دونه أن يجير عليه لئلا يفتات عليه. ولو أجار ما أفاد، ولهذا قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وهو يجير أي يمنع ويغيث من يشاء فيكون في حرزه، لا يقدر أحد على الدنو من ساحته
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88ولا يجار عليه أي ولا يمكن أحدا أبدا أن يجير جوارا يكون مستعليا عليه بأن يكون على غير مراده، بل يأخذ من أراد وإن نصره جميع الخلائق، ويعلي من أراد وإن تحاملت عليه كل المصائب، فتبين كالشمس أنه لا شريك يمانعه، ولا ولد يصانعه أو يضارعه; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : وهو السيد المعظم الذي لا أعظم منه الذي له الخلق والأمر، ولا معقب لحكمه الذي لا يمانع ولا يخالف، وما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.
ولما كان هذا برهانا مع أنه ظاهر لا يخفى على أحد، قد يمجمج فيه من له غرض في اللدد، ألهبهم إلى المبادرة إلى الاعتراف به وهيجهم بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88إن كنتم أي كونا راسخا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88تعلمون أي في عداد من يعلم.
وَلَمَّا قَرَّرَهُمْ بِالْعَالَمَيْنِ: الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ، أَمَرَهُ بِأَنْ يُقْرِّرَهُمْ بِمَا هُوَ أَعَمُّ مِنْهُمَا وَأَعْظَمُ، فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=29687_32438_34153_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88قُلْ مَنْ بِيَدِهِ أَيْ خَاصَّةً
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ أَيْ مِنَ الْعَالَمَيْنِ وَغَيْرِهِمَا، وَالْمَلَكُوتُ
[ ص: 178 ] الْمُلْكُ الْبَلِيغُ الَّذِي لَا نَقْصَ فِيهِ بِوَجْهٍ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : كَانَتِ
الْعَرَبُ إِذَا كَانَ السَّيِّدُ فِيهِمْ فَأَجَارَ أَحَدًا لَا يَخْفِرُ فِي جِوَارِهِ وَلَيْسَ لِمَنْ دُونَهُ أَنْ يُجِيرَ عَلَيْهِ لِئَلَّا يَفْتَاتَ عَلَيْهِ. وَلَوْ أَجَارَ مَا أَفَادَ، وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وَهُوَ يُجِيرُ أَيْ يَمْنَعُ وَيُغِيثُ مَنْ يَشَاءُ فَيَكُونُ فِي حِرْزِهِ، لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى الدُّنُوِّ مِنْ سَاحَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ أَيْ وَلَا يُمْكِنُ أَحَدًا أَبَدًا أَنْ يُجِيرَ جِوَارًا يَكُونُ مُسْتَعْلِيًا عَلَيْهِ بِأَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ مُرَادِهِ، بَلْ يَأْخُذُ مَنْ أَرَادَ وَإِنْ نَصْرَهُ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ، وَيُعْلِي مَنْ أَرَادَ وَإِنْ تَحَامَلَتْ عَلَيْهِ كُلُّ الْمَصَائِبِ، فَتَبَيَّنَ كَالشَّمْسِ أَنَّهُ لَا شَرِيكَ يُمَانَعُهُ، وَلَا وَلَدَ يُصَانِعُهُ أَوْ يُضَارِعُهُ; وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : وَهُوَ السَّيِّدُ الْمُعَظَّمُ الَّذِي لَا أَعْظَمُ مِنْهُ الَّذِي لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ الَّذِي لَا يُمَانَعُ وَلَا يُخَالَفُ، وَمَا شَاءَ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.
وَلَمَّا كَانَ هَذَا بُرْهَانًا مَعَ أَنَّهُ ظَاهِرٌ لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ، قَدْ يُمَجْمِجُ فِيهِ مِنْ لَهُ غَرَضٌ فِي اللَّدَدِ، أَلْهَبَهُمْ إِلَى الْمُبَادَرَةِ إِلَى الِاعْتِرَافِ بِهِ وَهَيَّجَهُمْ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88إِنْ كُنْتُمْ أَيْ كَوْنًا رَاسِخًا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88تَعْلَمُونَ أَيْ فِي عِدَادِ مَنْ يَعْلَمُ.