ثم بينت كرمه أو استأنفت جوابا لمن يقول : ممن هو وما هو؟ فقالت : إنه أي : الكتاب من سليمان وفيه [دلالة] على أن الابتداء باسم صاحب الكتاب لا يقدح في الابتداء بالحمد وإنه أي : المكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم فحمد المستحق للحمد وهو الملك الأعلى المحيط عظمه بدائرتي الجلال والإكرام ، العام الرحمة [ ص: 158 ] بكل نعمة ، فملك الملوك من فائض ما له من الإنعام الذي يخص بعد العموم من يشاء بما يشاء مما ترضاه ألوهيته من إنعامه العام ، بعد التعريف باسمه إشارة إلى أنه المدعو إليه للعبادة بما وجب له لذاته وما استحقه بصفاته، وذلك كله بعد التعريف بصاحب الكتاب ليكون ذلك أجدر بقبوله ، لأن أكثر الخلق إنما يعرف الحق بالرجال ، ولما في كتابه من الدلالة على نبوته ، فسر مراده بأمر قاهر فقال .