ولما قدم - كما هو دأب الصالحين - الشكر ، وعلم أنه يفعل في العرش ما لأجله أحضره ، تشوفت النفس إليه فأجيبت بقوله : قال [أي : ] سليمان عليه السلام : نكروا لها عرشها أي : بتغيير بعض معالمه وهيئته اختبارا لعقلها كما اختبرتنا هي بالوصفاء والوصائف والدرة وغير ذلك ، وإليه الإشارة بقوله : ننظر أتهتدي أي : إلى معرفته فيكون ذلك سببا لهدايتها في الدين أم تكون من الذين شأنهم أنهم لا يهتدون أي بل هم في غاية الغباوة ، لا يتجدد لهم اهتداء ، بل لو هدوا لوقفوا عند الشبه ، وجادلوا بالباطل وما حلوا ، .