ولما أفهم هذا أن غيره سبحانه إذا أراد شيئا لم يكن إلا أن يوافق مراده تعالى ، صرح به بقوله : ما كان لهم الخيرة أي : أن يفعلوا أو يفعل لهم كل ما يختارونه من إتيان الرسول بمثل ما أتى به موسى عليه الصلاة والسلام أو غيره ، اسم من الاختيار ، يقام مقام المصدر ، وهو أيضا اسم المختار ، فهو تعبير بالمسبب عن السبب لأنه إذا خلى عنه كان عقيما فكان عدما ، قال الرازي في اللوامع : وفيه دليل على أن العبد في اختياره غير مختار ، فلهذا ، وسلموا الأمور إليه بصفاء التفويض ، يعني فإن أمرهم أو نهاهم بادروا ، وإن أصابهم بسهام المصائب العظام صابروا ، وإن أعزهم أعزوا أنفسهم وأكرموا ، وإن أذلهم رضوا وسلموا ، فلا يرضيهم إلا ما يرضيه ، ولا يريدون إلا ما يريده فيمضيه : أهل الرضى حطوا الرحال بين يدي ربهم
وقف الهوى بي حيث أنت فليس [لي] متأخر عنه ولا متقدم أجد الملامة في هواك لذيذة
حبا لذكرك فليلمني اللوم وأهنتني فأهنت نفسي صاغرا
ما من يهون عليك ممن أكرم