وكذا قوله تعالى واصفا للذين خلوا: الذين يبلغون أي إلى أممهم رسالات الله أي الملك الأعظم سواء كانت في نكاح أو غيره شقت أو لا ويخشونه أي فيخبرون بكل ما أخبرهم به ولم يمنعهم من إفشائه، ولوح بعد التصريح في قوله وتخشى الناس ولا يخشون أحدا قل أو جل إلا الله لأنه ذو الجلال والإكرام.
ولما كان الخوف من الملك العدل إنما هو من حسابه كان التقدير: فيخافون حسابه، أتبعه قوله: وكفى بالله أي المحيط بجميع صفات الكمال حسيبا أي مجازيا لكل أحد بما عمل وبالغا في حسابه الغاية القصوى، وكافيا من أراد كفايته كل من أراده بسوء.