ثم زاد ذلك وضوحا؛ [ ص: 240 ] وتصويرا؛ بقوله: طلعها ؛ أي: الذي هو مثل طلع النخل في نموه؛ ثم تشققه عن ثمره؛ كأنه رءوس الشياطين ؛ فيما هو مثل عند المخاطبين فيه؛ وهو القباحة التي بلغت النهاية؛ وهذا المثل واقع في أتم مواقعه؛ سواء كان الشيطان عندهم اسما للحية؛ أو لغيرها؛ لأن قبح الشياطين؛ وما يتصل بهم؛ في أنهم شر محض؛ لا يخلطه خير؛ مقرر في النفوس؛ ولهذا كان كل من استقبح منظر إنسان؛ أو فعله؛ يقول: "كأنه شيطان"؛ كما انطبع في النفوس حسن الملائكة؛ وجلالتهم؛ فشبهوا لهم الصور الحسان؛ ولذلك سمت العرب ثمر شجر يقال له "الأستن"؛ بهذا الاسم؛ وهو شجر خشن؛ مر؛ منتن؛ منكر الصورة.